صفحة جزء
[ ص: 180 ] باب ما ذكر في الساق قال الله عز وجل: يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم الآية.

745 - وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الضبي ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا يحيى بن بكير ، نا الليث ، عن خالد يعني ابن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه قال: قلنا يا رسول الله أنرى ربنا تعالى ذكره؟ قال: "هل تضارون في رؤية الشمس إذا كان صحوا؟" قلنا: لا، قال: "فتضارون في رؤية القمر ليلة البدر إذا كان صحوا؟" قلنا: لا، قال: " فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤيتهما، ثم ينادي مناد: ليذهب كل قوم مع من كانوا يعبدون ". فذكر الحديث وفيه" فيقول هل بينكم [ ص: 181 ] وبينه آية تعرفونها؟ فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا". قال: [ ص: 182 ] وذكر الحديث. رواه البخاري في الصحيح عن ابن بكير ، ورواه عن آدم بن أبي إياس عن الليث مختصرا، وقال في الحديث "يكشف ربنا عن ساقه" ، ورواه مسلم عن عيسى بن حماد عن الليث. كما رواه ابن بكير ، وروي ذلك أيضا عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: " هذا الحديث مما تهيب القول فيه شيوخنا، فأجروه على ظاهر لفظه، ولم يكشفوا عن باطن معناه، على نحو مذهبهم في التوقف [ ص: 183 ] عن تفسير كل ما لا يحيط العلم بكنهه من هذا الباب، وقد تأوله بعضهم على معنى قوله: يوم يكشف عن ساق فروي عن ابن عباس أنه قال: عن شدة وكرب. قال أبو سليمان: فيحتمل أن يكون معنى قوله: "يوم يكشف ربنا عن ساقه" . أي عن قدرته التي تنكشف عن الشدة والمعرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية