صفحة جزء
905 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنا أبو محمد بن حيان ، أنا أحمد بن جعفر بن نصر ، ثنا يحيى بن يعلى ، قال : سمعت نعيم بن حماد ، يقول : سمعت نوح بن [ ص: 338 ] أبي مريم أبا عصمة ، يقول : كنا عند أبي حنيفة أول ما ظهر إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهما ، فدخلت الكوفة ، فأظنني أقل ما رأيت عليها عشرة آلاف من الناس تدعو إلى رأيها ، فقيل لها : إن ههنا رجلا قد نظر في المعقول يقال له : أبو حنيفة . فأتته ، فقالت : أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك ؟ أين إلهك الذي تعبده ؟ فسكت عنها ، ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها ، ثم خرج إليها وقد وضع كتابين : الله تبارك وتعالى في السماء دون الأرض . فقال له رجل : أرأيت قول الله عز وجل : وهو معكم قال : هو كما تكتب إلى الرجل : إني معك وأنت غائب عنه . قلت : لقد أصاب أبو حنيفة رضي الله عنه فيما نفى عن الله عز وجل من الكون في الأرض . وفيما ذكر من تأويل الآية وتبع مطلق السمع في قوله : إن الله عز وجل في السماء ومراده من تلك والله أعلم ، إن صحت الحكاية عنه ، ما ذكرنا في معنى قوله : أأمنتم من في السماء وقد روى عنه أبو عصمة أنه ذكر مذهب أهل السنة ، وذكر في جملة ذلك : وإنا لا نتكلم في الله بشيء ، وهو نظير ما روينا عن سفيان بن عيينة فيما .

التالي السابق


الخدمات العلمية