صفحة جزء
فصل

قال ابن إسحاق: أسلم أبو بكر بن أبي قحافة الصديق، فأظهر إسلامه، ودعا إلى الله عز وجل، وإلى رسوله، وكان أبو بكر رجلا مؤلفا، فأسلم على يديه عثمان ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف وسعد ، وطلحة بن [ ص: 218 ] عبيد الله ، فجاء بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استجابوا له، فأسلموا، وصلوا.

وذكر الواقدي: قال طلحة بن عبيد الله حضرت سوق بصرى، فإذا راهب في صومعته، يقول: سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة: فقلت: نعم، أنا.

فقال: هل ظهر أحمد بعد؟ قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، ومخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ، فإياك أن تسبق إليه، قال طلحة: فوقع في قلبي ما قال، فخرجت سريعا حتى قدمت إلى مكة، فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم، محمد الأمين قد تنبأ، وقد تبعه ابن أبي قحافة ، فخرجت حتى دخلت على أبي بكر ، فقلت: أتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم، فانطلق إليه فاتبعه، فإنه يدعو إلى الحق، فأخبره طلحة بما قال الراهب، فخرج أبو بكر ، بطلحة ، فدخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم طلحة ، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال الراهب، فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلما أسلم أبو بكر ، وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية ، فشدهما في حبل واحد فلم تمنعهما بنو تيم، وكان نوفل بن خويلد يدعى أسد قريش ولذلك سمي أبو بكر ، وطلحة القرينين [ ص: 219 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية