صفحة جزء
27 - ذكر جابر بن عبد الله رضي الله عنه

هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، من بني سلمة، يكنى أبا عبد الله ، شهد العقبة الثانية، وأبوه عبد الله بن عمرو بدري نقيب، قتل يوم أحد.

قال جابر: دفنته هو وآخر في قبر فكان في نفسي منه شيء، فاستخرجته بعد ستة أشهر كيوم دفنته إلا هنية عند رأسه.

وقال: قتل أبي يوم أحد، فجعلت أبكي وأكشف الثوب عن وجهه، وجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينهونني عن ذلك، وجعلت عمتي [ ص: 337 ] تبكيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه" وقال جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، للنقباء من الأنصار: "تأووني وتمنعوني؟"، قالوا: نعم، فمالنا؟ قال: "الجنة" وقال جابر: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: "مرحبا بك يا جبير" وقال جابر: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا جابر، أما علمت أن الله أحيا أباك، وقال له: تمن علي ما شئت، قال: أرد إلى الدنيا، فأقتل في سبيلك مرة أخرى، قال: إني قضيت لهم أن لا يرجعون " [ ص: 338 ] وعن جابر ، قال: " قلت: يا رسول الله، لو دخلت البيت، فدخل هو، وأبو بكر ، وعمر ، رضي الله عنهم، فقدمت لهم طعاما، فقالت المرأة: يا نبي الله، ادع الله لنا بخير، فدعا لنا بخير " وقال جابر رضي الله عنه، كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم اليوم خير أهل الأرض" قال أهل التاريخ: عاش جابر إلى سنة ثمان وسبعين، وقيل مات وهو ابن أربع وتسعين سنة، وقد كان ذهب بصره، وصلى عليه أبان [ ص: 339 ] بن عثمان ، وهو وال.

قال قتادة: كان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بالمدينة جابر بن عبد الله ، وقيل: مات سهل بن سعد بعده، رضي الله عنهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية