صفحة جزء
53 - ذكر زيد بن ثابت رضي الله عنه

أنصاري، كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال زيد بن ثابت: أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه، مقتل أهل اليمامة فإذا عمر رضي الله عنه عنده، قال أبو بكر رضي الله عنه: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، قال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمروني به من جمع القرآن، قلت [ ص: 415 ] :

كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر ، وعمر ، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال.

قال الشيخ رحمه الله: العسب: جمع العسيب وهو جريدة النخل، واللخاف: الحجارة الرقاق.

وعن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأفرضهم زيد" وخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بالجابية [ ص: 416 ] .

فقال: من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل.

وعن الشعبي ، قال: غلب زيد بن ثابت الناس على اثنتين: الفرائض ، [ ص: 417 ] والقرآن.

وقيل في زيد بن ثابت وهو قول الشاعر:

فمن للقوافي بعد حسان وابنه ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت

وعن يحيى بن سعيد ، قال: لما مات زيد بن ثابت فدفن، قال أبو هريرة: "هذا حبر هذه الأمة" .

وقال قتادة: لما مات زيد بن ثابت فدفن، قال ابن العباس ، رضي الله عنهما: "هكذا يذهب العلم" .

وقال مسروق: أتيت المدينة فسألت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا زيد من الراسخين في العلم.

وعن الشعبي ، قال: أخذ ابن عباس ، رضي الله عنهما، بركاب زيد، فقال له زيد: دعه، فقال ابن عباس: هكذا يفعل بالعلماء الكبراء.

قيل: مات سنة خمس وخمسين [ ص: 418 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية