صفحة جزء
فصل

روي عن أبي سعيد الأزدي ، رضي الله عنه، أنه سمع عبد الله بن مسعود ، يقول: لقد تلقيت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة أحكمتها قبل أن يسلم زيد بن ثابت ، وله ذؤابة يلعب مع الغلمان " وفي رواية قال: قلت: يا رسول الله علمني من هذا القول الطيب، فقال: "إنك غلام معلم" .

فأخذت من فيه سبعين سورة، وما ينازعني فيها أحد
وفي رواية زر ، عن ابن مسعود ، رضي الله عنه، قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وقد فرا [ ص: 469 ] من المشركين، فقالا: "يا غلام، هل عندك من لبن تسقينا؟" .

قال: إني مؤتمن وفي رواية: قلت: إنما أنا أمين، ولست بساقيكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل عندك جذعة لم ينز عليها الفحل؟" ، فأتيته بها، فاعتقلها ومسح الضرع، فدعا بحفل فأتاه أبو بكر رضي الله عنه، بصخرة منقعرة، فحلب، وشرب، وسقى أبا بكر، وسقاني، ثم قال للضرع: "اقلص" ، فقلص، ثم أتيته بعد ذلك قلت: علمني من هذا القول أو القرآن، قال: "إنك غلام معلم" ، فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد
وعن القاسم ، قال: إن أول من أفشى القرآن بمكة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه [ ص: 470 ] .

وعن ابن إسحاق ، قال: ثم أسلم بعدهم ثلاثة عشر رجلا ذكرهم: سعيد بن زيد وامرأته، وقدامة بن مظعون ، وخباب ، وعبد الله بن مسعود.

وروي عنه أنه قال: أسلم عبد الله بن مسعود بعد اثنين وعشرين إنسانا.

وروي عنه: وكان ممن هاجر قبل هجرة جعفر وأصحابه، عثمان بن مظعون وامرأته، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن مسعود.

قال: وكان ممن قدم من الحبشة راجعا حين بلغهم إسلام أهل مكة، عثمان بن عفان ، وامرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل ، شهد بدرا.

قال محمد بن سيرين: أقعص أبا جهل ابنا عفراء ، وذفف عليه ابن مسعود [ ص: 471 ] .

وقال يحيى بن معين: مات عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، سنة ثلاث وثلاثين أو اثنتين وثلاثين.

ويقال: إنه مات وهو ابن ثلاث وستين سنة بالمدينة، ودفن بالبقيع.

التالي السابق


الخدمات العلمية