صفحة جزء
فصل من كلامه أيضا

روي عن الدرداء رضي الله عنه، أنه قيل له: مالك لا تشعر وليس رجل له بيت في الأنصار إلا وقد قال الشعر؟ قال: وأنا قد قلت فاسمعوا:

يريد المرء أن يعطى مناه ويأبى الله إلا ما أرادا     يقول المرء فائدتي ومالي
وتقوى الله أفضل ما استفادا

روي عن قيس ، قال: كان أبو الدرداء رضي الله عنه إذا كتب إلى سلمان رضي الله عنه، أو كتب سلمان إلى أبي الدرداء كتب إليه بآية [ ص: 558 ] الصحفة، وكنا نتحدث أنه بينا هما يأكلان من الصحفة فسبحت الصحفة وما فيها، وكان أبو الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تلعنني قلوب العلماء، قيل: وكيف تلعنك قلوبهم؟ قال: تكرهني.

وعن حسان بن عطية ، أن أصحابا لأبي الدرداء يضيفوه، فمنهم من بات على لبده، ومنهم من بات على ثيابه كما هو، فلما أصبح غدا عليهم، فعرف ذلك منهم، فقال: إن لنا دارا لها نجمع وإليها نرجع.

وقالت أم الدرداء لأبي الدرداء: مالك لا تطلب لأضيافك كما يطلب غيرك لأضيافهم؟ فقال: لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أمامكم عقبة كؤودا لا يجاوزها المثقلون" ، فأنا أحب أن أتخفف لتلك العقبة.

وقال أبو البختري: بينما أبو الدرداء رضي الله عنه، يوقد تحت قدر له وسلمان عنده إذ سمع أبو الدرداء في القدر صوتا، ثم ارتفع الصوت بتسبيح كهيئة صوت الصبي، ثم ندرت فانكفأت، ثم [ ص: 559 ] رجعت إلى مكانها لم ينصب منها شيء، فجعل أبو الدرداء ينادي: يا سلمان ، انظر إلى العجب، انظر إلى ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك، فقال سلمان: أما إنك لو سكت لسمعت من آيات الله الكبرى.

التالي السابق


الخدمات العلمية