صفحة جزء
باب الدال

184 - ذكر داود بن أبي هند بصري تابعي رضي الله عنه

قال سفيان الثوري سمعت داود بن أبي هند وكان عاقلا، يقول: إنك إذا أخذت بالذي اجتمعوا عليه لم يضرك الذي اختلفوا فيه، وإن الذي اختلفوا فيه هو الذي نهوا عنه.

وقال حماد بن زيد قلت لداود بن أبي هند: ما تقول في القدر؟ قال داود: لم نوكل إلى القدر وإليه نصير.

وقال سعيد بن عامر قال داود: أتيت الشام فلقيني غيلان، فقال: يا داود إني أريد أن أسألك عن مسائل، فقلت: سلني عن خمسين مسألة [ ص: 756 ] وأسألك عن مسألتين، فقال: سل يا داود قلت: أخبرني ما أفضل ما أعطي ابن آدم؟ قال: العقل، فقلت أخبرني عن العقل؟ أهو شيء مباح للناس، من شاء أخذه ومن شاء تركه، أم هو مقسوم بينهم؟ قال: فمضى ولم يجبني.

وقال سفيان سمعت داود بن أبي هند ، يقول: أصابني الطاعون زمن الطاعون فأغمي علي فكان اثنين أتياني فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: أي شيء تجد؟ قال: أجد تسبيحا وتكبيرا وخطا إلى المسجد، وشيئا من قراءة القرآن.

وفي رواية: فقال أحدهما للآخر: انظر فنظر إلى رجلي فقال: كم من خير مشت قالا: لم يأن له، فقاما وارتفعا فبرئت وأقبلت على القرآن فحفظته ولم أكن أحفظه قبل ذلك.

وقال ابن عدي: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خرازا يحمل غداه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم [ ص: 757 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية