صفحة جزء
271 - ذكر محمد بن واسع رضي الله عنه

تابعي بصري، قال مالك بن دينار: القراء ثلاثة: فقارئ للرحمن، وقارئ للدنيا، وقارئ للملوك إذا لقوا الملوك دخلوا معهم فيما هم فيه، ومحمد بن واسع من قراء الرحمن.

وقال محمد بن واسع: إذا أقبل العبد بقلبه إلى الله أقبل الله إليه بقلوب المؤمنين [ ص: 939 ] .

وقيل لمحمد بن واسع: كيف أصبحت؟ قال: قريبا أجلي، بعيدا أملي، سيئا عملي.

وقال: القرآن بستان العارفين.

وقال: لو كان يوجد للذنوب ريح ما قدرتم أن تدنوا مني لنتن ريحي.

وعن زياد بن الربيع ، عن أبيه، قال: رأيت محمد بن واسع يعرض حمارا له على البيع، فقال له رجل: أترضاه لي؟ قال: لو رضيته لم أبعه.

وقال: من مقت نفسه في ذات الله أمنه الله من مقته.

وقال: لقضم القصب، وسف التراب خير من الدنو من السلطان.

وقال: أربعة يمتن القلب: الذنب على الذنب، وكثرة مثافنة النساء وحديثهن، وملاحاة الأحمق تقول له ويقول لك، ومجالسة الموتى.

قيل: وما الموتى؟ قال: كل غني مترف وسلطان جائر.

وقال ابن أبي رواد: رأيت في يد محمد بن واسع قرحة، فكأنه قد [ ص: 940 ] رأى ما قد شق علي منها.

فقال لي: ما تدري ماذا لله علي في هذه القرحة من نعمة، فسكت فقال: حيث لم يجعلها في حدقتي ولا على لساني ولا على طرف ذكري.

قال: فهانت علي قرحته.

وقال وكيع: أريد محمد بن واسع على القضاء فأبى فعاتبته امرأته وقالت: لك عيال وأنت محتاج، قال: ما دمت تريني أصبر على الخل والبقل فلا تطمعي في هذا مني.

وقال بلال بن أبي بردة ، لمحمد بن واسع: ما تقول في القضاء والقدر؟ قال: أيها الأمير إن الله عز وجل لا يسأل يوم القيامة عباده عن قضائه وقدره، إنما يسأل عن أعمالهم [ ص: 941 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية