صفحة جزء
فصل

روي عن عبد الله بن عمر ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعث جيشا، وأمر عليهم رجلا يدعى سارية ، قال: فبينما عمر يخطب الناس يوما، فجعل يصيح وهو على المنبر، يا ساري الجبل، يا ساري الجبل، يا ساري الجبل، فقدم رسول الجيش، فسأله فقال: يا أمير المؤمنين، لقينا عدونا فإذا صائح يصيح يا ساري الجبل، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل، فهزمهم الله، فقيل لعمر رضي الله عنه: إنك كنت تصيح بذلك [ ص: 136 ] .

وفي رواية أبي بلخ ، قال: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاعدا على المنبر يوم الجمعة يخطب الناس فبينما هو في خطبته، قال بأعلى صوته: يا ساري الجبل، يا ساري الجبل، ثم أخذ في خطبته فأنكر الناس ذلك منه، فلما نزل وصلى قيل له: يا أمير المؤمنين قد صنعت اليوم شيئا ما كنا نعرفه، قال: وما ذاك؟ قيل: قلت كذا وكذا، وذكروا ما نادى به، فقال: ما كان شيئا من هذا، قالوا: بلى والله لقد كان ذاك يا أمير المؤمنين، قال فاثبتوا من هذا الونيم من هذا الشهر، ثم أبصروا، وكان بعث سارية في بعث فظفر العدو فلجأوا إلى الجبل، فقال: يا سارية لما انصرف بينا نحن نقاتل العدو إذ سمعنا صوتا لا ندري ما هو: يا سارية الجبل ثلاثا، فدفع الله عز وجل عنا به فنظروا في ذلك اليوم، فإذا هو اليوم الذي قال فيه عمر ما قال.

وقال سفيان بن عيينة بإسناد له: ما كان أبو بكر ، وعمر إلا حجة على الناس أن يقول قائل: من ذا الذي يستطيع أن يعمل بمثل عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقال: أبو بكر ، وعمر رضي الله عنهما فكانا حجة على الناس [ ص: 137 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية