410 - ذكر
عبد الله بن محمد الشعراني رضي الله عنه
رازي الأصل، منشأه
بنيسابور، وكان
أبو عثمان يكرمه ويبجله، كتب الحديث الكثير، وكان ثقة، قيل له: ما بال الناس يعرفون ولا ينتقلون من ذلك ولا يرجعون إلى طريق الصواب؟ قال: لأنهم اشتغلوا
بالمباهاة بالعلم، ولم يشتغلوا باستعماله، واشتغلوا بآداب الظواهر، وتركوا آداب البواطن، فأعمى الله قلوبهم عن النظر إلى الصواب وقيد جوارحهم عن العبادات.
وقال:
دلائل المعرفة: العلم ، والعمل بالعلم، والخوف على العمل.
وقال له بعضهم: علمني دعاء أدعو به، قال: قل: اللهم امنن علينا بصفاء المعرفة، وهب لنا تصحيح المعاملة بيننا وبينك على السنة، وصدق التوكل عليك، وحسن الظن بك، وامنن علينا بكل ما يقربنا منك، مقرونا بالعوافي في الدارين
[ ص: 1144 ] .
وقال: من لم يستغنم السكوت فإذا نطق نطق بلغو وقال: قيل لبعض العارفين: ما الذي حبب إليك الخلوة ونفى عنك الغفلة؟ قال: وثبة الأكياس من فخ الدنيا.
وقال
عبد الله: من أراد أن يعرف متابعته للحق فلينظر إلى من يخالفه، في مراد له، كيف يجد نفسه عند ذلك، فإن لم يتغير فليعلم أن نفسه متابع للحق.
وقال: الدنيا هي التي تحجبهم عن مولاهم.