فصل في ذكر حرصه على طلب العلم
وأخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15011علي بن إبراهيم ، قال: سمعت
أحمد بن علي الرقام ، يقول: سمعت
الحسن بن الحسين الدرستيني ، يقول:، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبا حاتم ، يقول: قال لي
أبو زرعة: ما رأيت أحرص على طلب الحديث منك يا
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبا حاتم ، فقلت: إن
عبد الرحمن لحريص، قال: من أشبه أباه فما ظلم، قال
الرقام: سألت
عبد الرحمن عن اتفاق كثرة السماع له وسؤالاته من أبيه فقال: ربما كان يأكل وأقرأ عليه، ويمشي وأقرأ عليه، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15011علي بن إبراهيم: وبلغني أنه كان يسأل أباه
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبا حاتم في مرضه الذي توفي فيه عن أشياء من علم الحديث وغيره إلى وقت ذهب لسانه فكان يشير إليه بطرفه نعم ولا.
قال: وسمعت
عبد الرحمن يوما يقول:
لا يستطاع العلم براحة الجسم [ ص: 1236 ] .
وقال: كنا
بمصر سبعة أشهر، فلم نأكل فيها مرقة، وذلك أنا كنا نغدو بالغدوات إلى مجلس بعض الشيوخ، ووقت الظهر إلى مجلس آخر، ووقت العصر إلى مجلس آخر، ثم بالليل للنسخ والمعارضة، فلم نتفرغ نصلح شيئا، وكان معي رفيق خراساني أسمع في كتابه ويسمع في كتابي، فما أكتب لا يكتب، وما يكتب لا أكتب، فغدونا يوما إلى مجلس بعض الشيوخ فقال: هون عليك فرجعنا فرأينا في طريقنا حوتا يكون
بمصر ، يشق جوفه فيخرج أصفر، فأعجبناه فلما صرنا إلى المنزل حضر وقت مجلس بعض الشيوخ فلم يمكنا إصلاحه، ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام كاد أن يتغير، فأكلناه نيا، فقيل له: كنتم تعطون لمن يشويه ويصلحه، قال: من أين كان لنا الفراغ.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15011علي بن إبراهيم: وكان هذا في الرحلة الثانية، وذلك أنه كان استأذن أباه وتشفع إليه
بأبي زرعة أن يأذن له في الرحلة الثانية، فلم يأذن له حتى ألح عليه، ولم يكن
nindex.php?page=showalam&ids=11970لأبي حاتم في هذا الوقت ولد غير
عبد الرحمن ، وكان له أولاد قبله فماتوا فلم تطب نفسه أن يأذن له، ثم أذن له وشرط عليه إلى وقت كذا وينصرف إليه في وقت كذا فرحل ودخل
مصر ، ومشايخ
مصر متوافرون، قال: وعندي أنه كان في ثنتين وستين مثل
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=15516وبحر بن نصر ،
وابن عبد الحكم ،
والمزني ،
والربيع وغيرهم، ومشايخ
إسكندرية: محمد بن عبد الله بن ميمون وغيره، فأجهد نفسه في السماع ليلحق وعد أبيه لا يخلف، فرزق السماع الكثير مثل كتب
ابن وهب بأسرها، وكتب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله، وحديث سائر المشايخ وفوائدهم ثم خرج من
مصر [ ص: 1237 ] .
سمعت
أبا بكر البغدادي يقول: لقد اتفق
nindex.php?page=showalam&ids=38لعبد الرحمن في رحلته من السماع في مدة يسيرة ما يعجز عن جمعه غيره أن يكتب في سنين، ودخل
بيروت السواحل
ودمشق والثغور.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15011علي بن إبراهيم: كان
nindex.php?page=showalam&ids=38لعبد الرحمن ثلاث رحلات، رحلة مع أبيه في سنة حجه سنة خمس وخمسين، وست وخمسين في رجوعه من الحج، ثم حج حجة ثانية بنفسه مع مشايخ من أهل العلم من
الري، محمد بن حماد الطهراني ، وغيره في الستين ومائتين، والرحلة الثانية بنفسه إلى
مصر ونواحيها
والشام ونواحيها في الثنتين والستين، والرحلة الثالثة إلى
أصبهان إلى
nindex.php?page=showalam&ids=17417يونس بن حبيب ،
وأسيد بن عاصم ، وغيرهما سنة أربع وستين