صفحة جزء
عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله تعالى كهشيم المحتظر قال كرمام محترق.

عبد الرزاق ، قال أخبرني معمر ، قال أخبرني ناس من أصحابي رفعوا الحديث إلى بعض أهل الكوفة قال مر عمر على رجل أعمى مقعد فسأل عنه من هو قالوا هذا الذي أبهله بريقا ، قال إن بريق لقب ولكن ادعوا لي عياضا فدعي له فقال أخبرني ما شأن هذا قال إن بني الصفاء كنت تزوجت فيهم امرأة فأرادوا ظلمي وانتزاعها مني فناشدتهم الله فأبوا فتركتهم حتى إذا دخل رجب مضر شهر الله الأصم قلت اللهم إني [ ص: 260 ] أدعوك دعاء جاهرا على بني الصفاء إلا واحدا اكسر الرجل فذره قاعدا أعمى إذا قيد يعني القائد فهلكوا كلهم إلا هذا فهو أعمى مقعد فقال عمر والله إن هذا لعجب فقال رجل من القوم أفلا أخبرك يا أمير المؤمنين بما هو أعجب من هذا إني ورثت أبي فأراد عم لي وبنوه أن ينتزعوا مالي فناشدتهم الله والرحم فأبوا إلا أخذه فانتظرت حتى إذا دخل رجب مضر شهر الله الأصم فقلت

اللهم إن الذي عمي أبا تقاصف لم يعطني الحق ولم يناصف     فالجمع له الأحبة الملاطف
بين قران ثم والنواصف.



فبينما هم يحفرون حفيرة لهم إذ انهارت بهم فهلكوا أجمعون فقال عمر والله إن هذا لعجب فقال رجل من القوم أفلا أخبرك بأعجب من هذا يا أمير المؤمنين إن ناسا من بني مؤمل ظلموني في كذا وكذا فناشدتهم الله فأبوا فانتظرت بهم حتى إذا دخل رجب مضر شهر الله الأصم فقلت

اللهم أزلهم من بني مؤمل     وارم على أقفائهم بمنكل
بصخرة أو عارض جيش جحفل     إلا رباحا إنه لم يفعل

فنزلوا في أصل الجبل وهم في سفر فانتقضت عليهم صخرة فقتلتهم وركابهم إلا رباحا فقال عمر والله إن هذا لعجب فقال رجل من جلسائه فهذا كان في أهل الجاهلية يستجاب لهم في شركهم فكيف بمن يظلم المسلمين فقال عمر إن هذه حواجز كانت تكون بينهم وإن موعدكم الساعة والساعة أدهى وأمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية