صفحة جزء
1094 - حدثنا الفضل بن الحباب ، قثنا أبو الوليد الطيالسي قال نا عكرمة بن [ ص: 644 ] عمار ، عن إياس بن سلمة الأكوع ، عن أبيه قال: خرجنا إلى خيبر، فكان عمي يرتجز وهو يقول:

والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا     ونحن عن فضلك ما استغنينا
فثبت الأقدام إن لاقينا     وأنزلن سكينة علينا

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من هذا؟" قالوا: عامر ، قال: "غفر الله لك يا عامر" ، وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل خصه إلا استشهد، فقال عمر : لو ما متعتنا بعامر ، فلما قدمنا خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه وهو يقول:

قد علمت خيبر أني مرحب     شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب

فبرز له عامر فقال:

قد علمت خيبر أني عامر     شاكي السلاح بطل محاذر

فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر ، وذهب عامر يسفل له، فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه، وإذا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: بطل عمل عامر ، بطل عمل عامر ، قتل عامر نفسه، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله، بطل عمل عامر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال هذا؟" قال: قلت: ناس من أصحابك، فقال: "كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين" ، ثم أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب ، فأتيته وهو أرمد، حتى أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فبصق في عينيه، فبرأ، ثم أعطاه الراية، وخرج مرحب فقال:

قد علمت خيبر أني مرحب     شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب

قال علي:

أنا الذي سمتني أمي حيدره     كليث غابات كريه المنظره
[ ص: 645 ] أو فيهم بالصاع كيل السندره

قال: فضربه، ففلق رأس مرحب فقتله،
وكان الفتح على يدي علي ".


التالي السابق


الخدمات العلمية