صفحة جزء
1168 - حدثنا عبد الله ، قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن حماد ، قثنا أبو عوانة ، قثنا [ ص: 683 ] أبو بلج قثنا عمرو بن ميمون ، قال: إني لجالس إلى ابن عباس ، إذ أتاه تسعة رهط قالوا: يا أبا عباس ، إما أن تقوم معنا، وإما أن تخلو بنا عن هؤلاء، قال: فقال ابن عباس : بل أنا أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدؤوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف، وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله" ، قال: فاستشرف لها من استشرف، قال: "أين علي ؟" قالوا: هو في الرحى يطحن، قال: "وما كان أحدكم يطحن؟" قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر، قال: فنفث في عينه ثم هز الراية ثلاثا، فأعطاها إياه، فجاء بصفية [ ص: 684 ] بنت حيي، قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه، وقال: "لا يذهب بها إلا رجل مني، وأنا منه" ، قال: وقال لبني عمه: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟" قال: وعلي جالس معهم، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: فبركه، ثم أقبل على رجل رجل منهم فقال: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟" فأبوا، قال: فقال: "أنت وليي في الدنيا والآخرة" ، قال: وكان أول من آمن من الناس بعد خديجة، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن ، وحسين فقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، قال: وشرى علي بنفسه لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر ، وعلي نائم، قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله، قال: فقال علي: إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله، وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم، كان صاحبك نرميه فلا يتضور، وأنت تضور، وقد استنكرنا ذلك، قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له علي: أخرج معك؟ قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: "لا" ، فبكى علي ، فقال له: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي" ، قال: وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة" ، قال: وسد أبواب المسجد غير باب [ ص: 685 ] علي ، قال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره، قال: وقال: "من كنت مولاه فإن مولاه علي " ، قال: وأخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عنهم، عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد؟ قال: وقال: نبي الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال: ائذن لي فأضرب عنقه، قال: " وكنت فاعلا، وما يدريك لعل الله عز وجل قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم ".

التالي السابق


الخدمات العلمية