صفحة جزء
قوله جل وعز: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون .

686 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا عباس بن محمد الدوري ، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال: أخبرنا شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله : لن تنالوا البر قال: الجنة".

687 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: أخبرنا أبو الوليد ، قال: سئل شريك ، عن قوله عز وجل: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فحدثنا ابن إسحاق ، عن مسروق ، قال: البر: الجنة.

688 - وكذلك قال: عمرو بن ميمون.

قوله جل وعز: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون .

689 - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله السعدي ، قال: أخبرنا يزيد بن هارون ، قال: أخبرنا حميد ، عن أنس ، قال: لما نزلت " حتى تنفقوا مما تحبون و من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قال أبو طلحة : أي رسول الله، حائطي الذي بمكان كذا وكذا لله، ولو استطعت أن أسره لم أعلنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجعله في قرابتك" [ ص: 285 ] .

690 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثنا محمد بن حرب بن سليمان المكي ، عن مالك بن أنس ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أنه سمع أنس بن مالك ، يقول: كان أبو طلحة الأنصاري أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء ، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخله ويشرب من ماء فيه طيب، قال أنس : لما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال: قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن الله عز وجل يقول في كتابه: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء ، وإنها صدقة، وأرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، أرى أن تجعلها في الأقربين"، فقال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه، وبني عمه. [ ص: 286 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

من تنفقوا مما تحبون إلى وإذ غدوت من أهلك .

691 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال: حدثنا أبو النعمان ، حدثنا حماد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ، عن محمد بن المنكدر ، قال: لما نزلت هذه الآية: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال: جاء زيد بن الحارث بن أبي أسامة بفرس يقال له: سبل، لم يكن له مال أحب إليه منها، فقال: هي صدقة، فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، وحمل عليها أسامة بن زيد ، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك في وجه زيد ، فقال له: "إن الله قد قبلها منك" .

692 - حدثنا علي بن الحسن ، قال: حدثنا عبد الله العدني ، عن سفيان ، عن رجل من بني سليم ، قال: "جئت إلى أبي ذر ، فقلت: إني جئتك تعلمني، قال: إنما صاحبي من يطيعني، قال: وما تسألني من الطاعة، قال: إذا أمرتك أن تأتيني بخير إبلي أتيتني به، قال: فبلغه خصاصة في أهل الماء، فأمره أن يأتيه بخير إبله، قال: فوجدت خير الإبل فحلها، فذكرت حاجتهم [ ص: 287 ] إليه، فأخذت الذي يليه فأتيته به، فقال: يا أخا بني سليم خنتني، فقلت: يا أبا ذر ذكرت حاجتكم إليه، فقال: ألا أخبرك بيوم حاجتي؟ إن يوم حاجتي، يوم أوضع في حفرتي، فذلك يوم حاجتي، إنفي المال ثلاثة شركاء: الوارث ينظر أن تضع رأسك فيسبقها، وأنت ذميم، والقدر يذهب بخيرها وشرها، وأنت الثالث، فإن استطعت أن لا تكون أعجز الثلاثة، فافعل ، إن الله عز وجل يقول: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " .

693 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا عبد الأعلى ، قال: حدثنا مسلم ، عن ابن أبي نجيح في قوله عز وجل: لن تنالوا البر حتى تنفقوا قال: سمعت مجاهدا ، يقول: "كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري ، أن يبتاع له جارية من سبي جلولاء يوم افتتح سعد مدائن كسرى ، قال: فدعاها عمر ، قال: فقال: إن الله عز وجل يقول: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فأعتقها عمر ، قال: وهي مثل قوله ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ، ومثل قوله: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " [ ص: 288 ] .

694 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيش ، قال: حدثني أبي، عن عبد العزيز ، عن نافع ، قال: " كان عبد الله بن عمر يشتري السكر، فيتصدق به، فنقول له: يا أبا عبد الرحمن لو اشتريت لهم بثمنه طعاما كان أنفع لهم من هذا، فيقول: إني أعرف الذي تقولون: ولكني سمعت الله يقول: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن ابن عمر يحب السكر " .

695 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس ، قال: أخبرنا مالك بن مغول ، عن إبراهيم المهاجر ، عن مجاهد ، قال: " قرأ ابن عمر وهو يصلي، فأتى هذه الآية: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال: فأعتق جارية له، وهو يصلي أشار بيده إليها " .

696 - حدثنا محمد بن علي الصائغ ، قال: حدثنا أحمد بن شبيب ، قال: حدثنا يزيد بن زريع ، قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون حتى تنفقوا مما يعجبكم، وما تهوونه من أموالكم.

[ ص: 289 ]

قوله جل وعز: وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم .

697 - حدثنا محمد بن علي الصائغ ، قال: حدثنا أحمد بن شبيب ، قال: حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة : وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم يقول: محفوظ ذلك لكم، الله به عليم شاكر له تعالى وتبارك.

التالي السابق


الخدمات العلمية