صفحة جزء
وأما الموضع الرابع: فقوله عز وجل فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب .

قال أبو جعفر: اختلف العلماء في معناه .

[ ص: 151 ] 929 - فمن ذلك ما حدثناه أحمد بن محمد بن نافع ، قال: حدثنا سلمة ، قال: حدثنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة،: فإذا فرغت فانصب قال: "إذا فرغت من صلاتك فانصب في الدعاء".

930 - وقال الحسن: "إذا فرغت من غزوك وجهادك فتعبد لله تعالى".

931 - وقال مجاهد: "إذا فرغت من شغلك بأمور الدنيا فصل واجعل رغبتك إلى الله تعالى".

قال أبو جعفر: وإنما أدخل هذا في الناسخ والمنسوخ لأن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال في معنى فانصب: أنه :.

932 - "فانصب لقيام الليل، وفرض قيام الليل منسوخ على أن هذا غير واجب" والمعاني في الآية متقاربة أي: إذا فرغت من شغلك بما يجوز أن تشتغل به من أمور الدنيا أو الآخرة فانصب، أي: انتصب لله تعالى واشتغل [ ص: 152 ] بذكره ودعائه والصلاة له، ولا تشتغل باللهو وما يؤثم وقد بين ابن مسعود رضي الله عنه ما أراد بقوله:

933 - فإذا فرغت من الفرائض فانصب لقيام الليل .

التالي السابق


الخدمات العلمية