صفحة جزء
ومما يغلطون في إعرابه قوله صلى الله عليه وسلم: "إرهقوا القبلة " . أكثرهم يرويه: أرهقوا القبلة ، فيفتح الألف ويكسر الهاء ، وهو غلط . والصحيح: إرهقوا بكسر الألف التي هي الهمزة وفتح الهاء ، يقال: رهقت الشيء غشيته ، وأرهقته شرا ، في المتعدي ، قال الله عز وجل: [ ص: 318 ] ولا ترهقني من أمري عسرا وأرهق فلان الصلاة أخرها حتى تدنو من الأخرى . ويقال: أرهقت الرجل أيضا ، أعجلته .

وأما الحديث الآخر فحدثنا به ابن صاعد ، حدثنا العباس بن يزيد ، حدثنا بشر بن السري ، حدثنا مصعب بن ثابت ، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إرهقوا القبلة " معناه اغشوا القبلة ، وادنوا منها ، ولا تبعدوا عنها .

وأخبرنا ابن الأنباري ، حدثنا أحمد بن يحيى ، عن سلمة ، عن الفراء قال: يقال رهقني الشيء يرهقني رهقا إذا غشيك ، وأرهقت فلانا بالشيء وأرهقت الصلاة ، قال ابن الأنباري: حفظناه عن أبي العباس برفع الصلاة ، ومعناه أعجلت الصلاة الناس لأن وقتها ضاق . قال الله عز وجل: ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة .

التالي السابق


الخدمات العلمية