صفحة جزء
ومما يشكل ما حدثنا به القاضي السراج ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا محمد بن القاسم ، حدثنا عمر بن [ ص: 327 ] راشد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتتكم الدهيماء -قالها ثلاثا- ترمي بالنشف ، والثانية ترمي بالرضف ، والثالثة سوداء مظلمة إلى يوم القيامة ، قتلاها قتلى جاهلية " . وقد روي هذا عن ابن مسعود ، وحذيفة رضي الله عنهما من كلامهما .

النشف النون مفتوحة والشين مفتوحة معجمة ، ويروى بالنشف ، ساكنة الشين . واختار أبو عبيد "النشف" ساكنة الشين ، وهما جائزان ، رويا جميعا ، والنشف: حجارة سود على قدر الإبهام كأنها محترقة . وقال أبو عمرو: وهي التي تدلك بها الأرجل ، واحدها نشفة وقال :


أفلح من كانت له هرشفة ونشفة يملأ منها كفه



[ ص: 328 ] والنشفة أيضا خرقة ينشف بها الماء من الأرض ، وأما الرضف: الضاد معجمة ساكنة ، وقد روي بفتح الضاد ، والأجود تسكينها ، فهي الحجارة المحماة بالنار أو الشمس ، واحدتها رضفة بفتحتين ، وفي حديث آخر: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم كأنه على الرضف حتى يقوم " أي على الجمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية