صفحة جزء
ومما يصحف فيه قديما قوله صلى الله عليه وسلم: "أنهاكم عن القزع " بالزاي المعجمة مفتوحة ، وهو أن يحلق بعض [ ص: 329 ] رأس الصبي ويترك بعضه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "احلقوا كله أو دعوه كله " . وأصل القزع: قطع من السحاب تبقى في السماء ، واحدته قزعة بتسكين الزاي ، فشبه ما بقي من الشعر في الرأس به قال الراجز:


قالت لرأسي والكريم يصلع ما رأسه إلا جبين أجمع     وفي النواحي قزع مقزع



وأما الحديث الآخر: "ولو بلغت قنذعة رأسه " بالذال فوقها نقطة فإنه تصحيف ، وإنما هو "ولو بلغت قنزعه رأسه " [ ص: 330 ] بالزاي ، وهو أيضا ما بقي في الرأس من الشعر متفرقا في أماكن ، والجمع قنازع ، يقال لما بقي من شعره: الأعناص وقنازع واحدتها عنصوة ، وقنزعة قال أبو النجم:


ميز عنه قنزعا عن قنزع



وصحفه بعض المحدثين فقال: قنذع بالذال المعجمة . أخبرني به ابن أخي أبي زرعة ، حدثني عمي ، حدثنا الحوضي ، وسليمان بن حرب ، قالا: حدثنا شعبة ، عن يزيد بن خمير ، عن زرعة أبي [ ص: 331 ] عبد الرحمن أنه مر برجل على أبي أيوب رضي الله عنه في غزوة وقد حملوه على حمال من الوجع ، فقال: أبشر ، فما من مسلم يمرض في سبيل الله تعالى إلا حط الله عنه خطيئته ولو بلغت قنذعة رأسه . كذا قال ، بالذال المنقوطة ، قال أبو زرعة قال لنا سليمان بن حرب: سألت الأصمعي عن القنذعة ، فلم يدر ما هو ، وقد روي في حديث آخر: "أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن القنازع " ومعناه مثل معنى القزع ، حدثناه أحمد بن جعفر الأشعري ، حدثنا روح بن عصام ، حدثنا أبي عن سفيان ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القنازع " ، وهو أن يؤخذ الشعر ويترك منه شيء متفرق في أماكن .

وفي حديث آخر يجري مع هذا: "لا فرع ولا عتيرة " .

وفي حديث آخر: "لا فرعة" وجميعا بالفاء ، والراء غير معجمة ، والفرع: ذبيحة كانوا يذبحونها لأصنامهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية