صفحة جزء
ومما يشكل أيضا ما حدثنا به عبدان ، حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان ، حدثنا سعيد بن سالم القداح ، حدثنا ابن جريج ، عن صديق بن موسى ، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تعضية على أهل الميراث إلا ما حمل القسم " . قوله: [ ص: 335 ] لا تعضية بالضاد المعجمة ، والتاء مفتوحة والهاء التي في آخرها ، فهي تاء التأنيث ، مثل قولك: تسوية ، وتبرية ، وتعضية ومن لا يعلم يرويه: لا تعضية ، فيسكن الياء ، ويجعل الهاء أصلية ، كأنها من أصل الكلمة ، وهو خطأ ، وقوله لا تعضية هو: أن يموت الرجل فيدع شيئا إن قسم كانت تلك القسمة ضررا على بعض الورثة ، فقال صلى الله عليه وسلم: "فلا يقسم ذلك ولكن يباع ذلك الشيء ثم يقسم ثمنه بينهم " . والتعضية: التفريق ، وهو مأخوذ من الإعضاء ، يقال عضيت اللحم [ ص: 336 ] أعضيه ، إذا فرقته ، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: جعلوا القرآن عضين . قال: آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه ، وهذا من التعضية أيضا ، والشيء الذي لا يحتمل القسم مثل الجواهر والطيلسان والحمام أو ما أشبهها .

ويدخل فيه الحديث الآخر: "لا ضرر ولا إضرار في الإسلام " .

التالي السابق


الخدمات العلمية