صفحة جزء
ومما يقع فيه التصحيف حتى شكك ذلك بعض العلماء ، [ ص: 337 ] فجعل له تفسيرا آخر: روي: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه الملكان فشقا بطنه ثم قال أحدهما: ايتني بالسكينة " . فرواه بعضهم "ايتني بالسكينة" بكسر السين على أنها مؤنث سكين . وإنما هي السكينة بفتح السين والكاف غير مشددة ، ولما رأى ابن الأنباري بعض المحدثين قد رواه على تأنيثه السكين ، رأى إقامته عليه ، ففسره في كتاب غريب الحديث على ما رواه المحدث ، وقال: إن السكينة في لغة قوم من العرب هي السكين ، وأكثر أهل اللغة لا يعرفون إدخال الهاء فيها ، وقد روى إدخال الهاء فيها أبو هفان عن التوزي وأنشد:


الذئب سكينته في شدقه ثم قرابا نصله في حلقه



وهذا ذهاب عن الصواب .

[ ص: 338 ] وفي حديث ، حكي أن شعبة وهم فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشمس لتقرب يوم القيامة من الناس حتى إن بطونهم تغق غقا " . وفي رواية أخرى: "حتى تقول بطونهم غق غق " . فذكروا أن شعبة قال فيه "عوعو" بعين مضمومة غير معجمة بعدها واو ، وأما غق بالقاف والغين ، فقال الخليل بن أحمد: تقول العرب غق القار يغق غقيقا إذا غلا ، فسمعت له صوتا .

التالي السابق


الخدمات العلمية