صفحة جزء
ومما يشكل ، ولا يضبطه إلا أهله قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أذن الله لشيء ، كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به " . [ ص: 356 ] كأذنه: الألف مفتوحة والذال مفتوحة . ومن لا يضبط يرويه كإذنه فيكسر الألف التي هي الهمزة ، ويسكن الذال فيقلب المعنى ، والصواب كأذنه بفتحتين ، والأذن: الاستماع ، يقال أذنت للشيء آذن له أذنا إذا استمعت له ، قال عدي بن زيد:


أيها القلب تعلل بددن إن همي في سماع وأذن



وإطلاق هذا من الله تعالى على سبيل التوسع والمجاز وخاطبهم على قدر تعارفهم ، ومعناه الرضى من الله سبحانه بما يأتيه والإقبال عليه بالرحمة والمغفرة . وقال بعض المفسرين في قوله عز وجل: وأذنت لربها وحقت معناه استمعت لربها . قال الشاعر :

[ ص: 357 ]

صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به     وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا



أي استمعوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية