صفحة جزء
ومما يصحف ، ما حدثنا به أحمد بن يحيى بن زهير ، حدثنا بشر بن آدم حدثنا أبو الوليد حدثنا قيس بن الربيع ، حدثنا امرؤ القيس المحاربي ، حدثنا عاصم بن بحير عن أبي شيخ يعني المحاربي ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر محارب نضركم الله ، لا تسقون حلب امرأة " . [ ص: 358 ] نضركم الله ، الضاد منقوطة غير مشددة ، فلا يجوز بالصاد غير المعجمة .

ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرءا سمع منا حديثا فوعاه " هو بالتخفيف أيضا ، يقال: نضر الله وجهه وأنضر الله وجهه ، فنضر هو ، وهو ناضر ، أي ناعم ، ويكون في كل الوجوه .

ومنه قوله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة و نضرة النعيم .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تسقون حلب امرأة " لأن الحلب في النساء عند العرب عيب يعير به ، قال الفرزدق:


كم عمة لك يا جرير وخالة فدعاء قد حلبت علي عشاري



[ ص: 359 ] ويجوز أن يكون كره حلب المرأة من جهة الحيض ، وقيل إنه كره لأن المرأة تحلب قاعدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية