صفحة جزء
ومما يشكل ما حدثنا به ابن الأنباري ، حدثنا محمد بن أحمد بن النضر ، حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا زائدة ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بين أبي بكر ، وعمر رضي الله عنهما ، وعبد الله يصلي ، فافتتح سورة النساء فسجلها –بالجيم- فقال رسول الله صلى [ ص: 365 ] الله عليه وسلم: "من سره أن يقرأ القرآن كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم عبد " قوله: فسجلها معناه قرأها وصبها ، وهو مأخوذ من السجل ، وهو دلو عظيم ملأى ، يقال: باتت السماء تسجل يعني تصب الماء صبا ، قال ذو الرمة يذكر مطرا عند سقوط الثريا:


أصاب الأرض منقمس الثريا بساحية وأتبعها طلالا     وأردفت الذراع له بغيث
سجوم الماء فانسجل انسجالا



يعني مطرا ، والمنقمس موضع الغوص ، وساحية تسحو الأرض أي تقشرها ، وانسجل انصب . ويرويه بعض أصحاب الحديث: فسحلها بحاء غير معجمة ، وهو بمعنى سجلها ، يقال: قد سحله مائة دينار إذا أعطاه ، وسحله مائة سوط .

التالي السابق


الخدمات العلمية