صفحة جزء
ومما يشكل وفيه خلاف: ما حدثنا به محمد بن الحسين [ ص: 217 ] بن سعيد ، أنبأنا ابن أبي خيثمة ، أنبأنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة ، زوجها إياه النجاشي ، فقيل لأبي سفيان وهو يومئذ مشرك يحارب النبي صلى الله عليه وسلم: إن محمدا قد نكح ابنتك ، فقال: ذلك الفحل لا يقرع أنفه ، فدخل أبو سفيان على [ ص: 218 ] ابنته بعد ، فسمع يمازح النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يقول: ما هو إلا أن تركتك فتركتك العرب! ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ويقول: "أنت تقول ذاك يا أبا حنظلة " هكذا رواه لنا بالراء غير المعجمة ، وكذا يرويه أصحاب الحديث ويرويه غيرهم من نقلة الأخبار واللغة: "أن ورقة بن نوفل قيل له: إن محمدا صلى الله عليه وسلم يخطب خديجة . فقال: ذاك القرم لا يقدع أنفه" بدال تحتها نقطة ، وإلى هذا يذهب أهل اللغة . والأصل في القدع: أن يعترض الفحل الناقة ، أو يفرع عليها فيرغب عن فحلته ، فيضرب أنفه بالرمح ويستشهد عليه بقول الشماخ :


إذا ما استافهن ضربن منه مكان الرمح من أنف القدوع



التالي السابق


الخدمات العلمية