صفحة جزء
ومما يشكل في ألفاظ الصلاة أيضا قولهم: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد جخ " بعد الجيم خاء مشددة [ ص: 233 ] معجمة ؛ هكذا يرويه أصحاب الحديث ، والصحيح جخى بالياء ، وقد رواه بعضهم "جحى بمرفقيه عن جنبيه" حدثنا أبو بكر بن الأنباري حدثنا محمد بن يونس القرشي حدثنا حبان بن هلال ، حدثنا سعيد بن زيد ، عن يحيى بن أبي أنيسة ، عن إياد بن لقيط ، عن البراء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه كان إذا سجد جخى بمرفقيه عن جنبيه " . قال أبو بكر ، قال محمد بن يونس: جخ ، والصواب: جخى بالياء ، والخاء معجمة مشددة ، ومعنى التجخية: الميل ، يريد أنه تجافى وتقوس حتى يرى ظهره بارزا فيه تقوس وميل ، وتجافى عن الأرض ، يقال: للشيخ إذا انحنى جخى يجخي تجخية وقد قال الشاعر :


لا خير في الشيخ إذا ما جخى



ويروى: إذا ما اجلخا .

وأما الحديث الآخر: "كان إذا سجد صلى الله عليه وسلم خوى " الخاء معجمة والواو مشددة ، معناه: رفع عجيزته [ ص: 234 ] وتجافى عن الأرض ، يقال: إنه مأخوذ من خواء الفرس ، وهو ما بين قوائمه . قال الشاعر :


يسد خواء طبييها الغبار



ويقال: خوى البعير إذا تجافى عن الأرض في بروكه ، فصار بينه وبينها خواء ، أي فجوة ، فكأن قوله خوى جعل بينه وبين الأرض خواء أي هواء وفجوة . وفي كلام بعض الفصحاء: وأخوي تخوية الظليم ، يعني عند البول .

التالي السابق


الخدمات العلمية