ومما يشكل ويصحف قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"أنه أمر بالصدقة أن توضع في الأوفاض " بالفاء والضاد المعجمة ،
[ ص: 256 ] وقد رواه بعضهم في الأوقاص بالصاد غير المعجمة والقاف ، وهو تصحيف .
واختلفوا في تفسير الأوفاض: فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: هم الفرق من الناس والأخلاط ، وقال
الفراء : هم الذين مع كل واحد وفضة ، وهي مثل الكنانة يلقى فيها طعامه وشرابه ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: فبلغني عن
شريك أنه قال -وقد روى هذا الحديث-:
[ ص: 257 ] هم
أهل الصفة . وهذا قريب ، ويمكن أن يكون
أهل الصفة مع كل واحد منهم وفضة . وقال
أبو سعيد الضرير: هذا منكر في العربية ، لأن الوفضة تجمع وفاضا ووفاضات ؛ قال: والصحيح أن الأوفاض من الناس: الفقراء المطرحون في التراب ، لا يقدرون أن ينبعثوا لكسب ولا طلب ، واحدهم وفض . فأما من رواه الأوقاص بالقاف والصاد غير المعجمة فلا معنى له ها هنا ، وإنما الأوقاص في الفرائض .