صفحة جزء
ومما يحكى من تصحيفات ابن داب ما أخبرنا به ابن الأنباري ، عن أبيه ، عن أحمد بن عبيد قال: أنشدني ابن داب مرة:


وهم من ولدوا أسنوا بسر الحسب المحض



فبلغ ذلك أبا عمرو فقال: أخطأت استه الحفرة أما سمع قوله:

[ ص: 44 ]

وذو الرمحين أشباك     من القوة والحزم



حدثنا أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان قال: سمعت أبا داود السجستاني يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: روى ابن علية ، عن أبي الثورين . قال أحمد ، وشعبة: [ ص: 45 ] أخطأ فيه ، فقال عن أبي السوار ، وإنما هو: عن أبي الثورين .

قلت أنا: أبو الثورين هو محمد بن عبد الرحمن القرشي روى عن ابن عمر ، روى عنه عمرو بن دينار ، وعثمان بن الأسود .

حدثنا الهزاني ، حدثنا أحمد بن روح ، حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، أخبرني أبو الثورين رجل من بني جمح ، قال: نهاني ابن عمر رضي الله عنهما عن صوم يوم عرفة ، [ ص: 46 ] ووجدت بخط عسل بن ذكوان ، عن الأرزي ، سمعت علي بن المديني يقول: في كتاب عبد الوارث بن سعيد خطأ كثير ، قلت: في الحديث ؟ قال: في الإسناد وأسماء الرجال .

وحكى الأرزي ، عن علي بن المديني [أنه ] قال: سألت أبا عبيدة عن جنوب بدر فقال: لعله جبوب بدر . قلت أنا وجميعه خطأ ، وإنما جبوب بدر الجيم مفتوحة وتحت الباء [ ص: 47 ] نقطة ، ويقال للمدر الجبوب ، واحده جبوبة ، وهذا الخبر في المغازي .

وأخبرنا يحيى بن جعفر بن خلاد النشائي ، حدثنا سعدان بن نصر ، حدثنا سفيان ، عن محمد بن قيس الأسدي ، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن عكرمة: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني مررت بجبوب بدر ، فإذا برجل أبيض رضراض ، وإذا رجل أسود بيده مرزبة في حديث طويل ذكره .

[ ص: 48 ] وأخبرني محمد بن ]عبد[ الواحد ، حدثنا أحمد بن يحيى قال: يروى عن بعض التابعين أنه قال: "اطلعت في قبر النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت على قبره الجبوب" وربما جعل الشاعر الجبوب الأرض . قال الراجز -قرأته على ابن دريد-:


آنافهم ملفخر في أسلوب     وشعر الأستاه في الجبوب



وقال آخر:


ذا ميعة تلتهم الجبوبا



[ ص: 49 ] يصف فرسا .

وسمعت أبي رحمه الله يحكي عن عسل بن ذكوان ، عن الحسن بن يحيى قال: كان علي بن المديني يحكي أنه سأل أبا عبيدة عن نحض الجبل ، فقال: لا أعرفه ، وإنما صحفه فلم يعرفه أبو عبيدة ، إنما هو نحص الجبل النون مضمومة والحاء ساكنة [غير معجمة ] ، والصاد أيضا غير معجمة .

وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من أحد: "يا ليتني غودرت مع أهل نحص الجبل" يعني الذين [ ص: 50 ] قتلوا من الشهداء هناك ، والنحص: ما علا عن السفح وانحدر عن السند ، وقال الخليل: النحص أصل الجبل .

أخبرني أبو العباس بن عمار ، حدثنا عبد الله بن أبي سعد حدثنا زيد بن سعيد قال: روى لنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال: قيل لعبيد الله بن عبد الله ، أتقول الشعر في سنك وشرفك ؟ فقال: لا بد للمصدور أن ينفث فصحف [ ص: 51 ] فقال: ينعب . فوقفته عليه ، فرجع عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية