ومما يصحف ويروى بالعين والغين ، ولا يحتمل إلا وجها واحدا بالغين المعجمة قوله صلى الله عليه وسلم: 
 "في كل أمة مغربون " ليس إلا بالغين معجمة ، يرويه أصحاب الحديث بتسكين العين ، وقال بعض أهل اللغة ، مغربون بفتح الغين وتشديد الراء وكسرها . وقال: أصله من غرب يغرب إذا بعد . قال: ولا أحسب الغريب إلا من هذا ، لأنه بعيد عن وطنه ، وكأن قوله: مغربون بمعنى جائين من نسب بعيد ومن موضع بعيد كما يقال: "هل عندك من مغربة خبر" أي خبر جاء من بعد ، وشأو مغرب أي بعيد .  
[ ص: 267 ] وأما حديث 
عمر  رضي الله عنه فربما صحف أيضا في قوله: "إن 
قريشا  تريد أن تكون مغويات لمال الله عز وجل " . فهو بغين معجمة وبعدها واو مشددة مفتوحة ، واحدتها مغواة وهي حفرة كالزبية ، ومنه قيل لكل مهلكة مغواة . قال 
رؤبة:  إلى مغواة الفتى بالمرصاد 
يعني مهلكة ، فأراد أن 
قريشا  تريد أن تكون مهلكة لمال الله عز وجل كإهلاك تلك المغواة ما سقط فيها .