صفحة جزء
ومما يروى على وجهين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مضمضوا من اللبن ، فإن له دسما " . ومصمصوا بالصاد غير معجمة ، وهو قريب .

حدثني أبي ، أخبرنا عسل بن ذكوان ، حدثنا الرياشي ، قال: سألت الأصمعي عن المضمضة مثل المصمصة ؟ فقال: نعم ، ذكره حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي عزة ، قال: كنا نمصمص من اللبن ، ولا نمضمض من التمر . يعني على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وغيره يقول: [ ص: 293 ] المصمصة الدلك والغسل . وقرأت على أبي بكر بن دريد في الجمهرة: فمضمضت الإناء ومصمصته إذا غسلته ودلكته ، وقال بعض أهل العلم: المضمضة بالفم كله ، والمصمصة بصاد غير معجمة بطرف اللسان في الشفتين ؛ قال: وفي حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فإذا قاتل العدو حتى يقتل فتلك تمضمضه ذنوبه " أراد صلى الله عليه وسلم أن القتل طهور له من الذنوب كما تطهر الفم المضمضة ، قال: ومنه حديث أبي قلابة: كنا نمصمص من اللبن ، بصاد غير معجمة . وقال بعضهم: فرق ما بينهما شبيه بفرق القبضة والقبصة ، لأن القبضة بالكف كلها ، والقبصة بأطراف الأصابع .

التالي السابق


الخدمات العلمية