صفحة جزء
ذكر النوع الرابع والعشرين

من علوم الحديث

قال الحاكم: هذا النوع منه معرفة الغريب من الحديث.

وليس هذا العلم ضد الأول، فإنه يشتمل على أنواع شتى لا بد من شرحها في هذا الموضع.

فنوع منه غرائب الصحيح:

(مثال ذلك ما):

217 - حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير ، عن عبد الواحد بن أيمن المخزومي قال: حدثني أيمن قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كنا يوم الخندق نحفر الخندق، [ ص: 312 ] فعرضت فيه كذانة، وهي الجبل، فقلت: يا رسول الله كذانة قد عرضت فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "رشوا عليها"، ثم قام النبي صلى الله عليه وآله فأتاها، وبطنه معصوب بحجر من الجوع، فذكر حديثا طويلا، فيه ذكر أهل الصفة، ودعوة النبي صلى الله عليه وآله إياهم، وهو حديث في ورقة.

قال الحاكم: رواه البخاري في الجامع الصحيح، عن خلاد بن يحيى المكي ، عن عبد الواحد بن أيمن ، فهذا حديث صحيح، وقد تفرد به عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه، وهو من غرائب الصحيح.

ومن ذلك ما:

218 - حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد قال: حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو (بن دينار ، عن أبي العباس الأعمى الشاعر ، عن عبد الله بن عمرو) قال: لما حاصر النبي صلى الله عليه وآله أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا، فقال: "إنا قافلون غدا إن شاء الله "، فقال المسلمون: أنرجع ولم نفتحه؟ فقال لهم: [ ص: 313 ] "اغدوا على القتال"، فغدوا فأصابهم جراح، فقال لهم: "إنا قافلون غدا"، فأعجبهم ذلك، فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله.

قال الحاكم: رواه مسلم في المسند الصحيح، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وغيره، عن سفيان ، وهو غريب صحيح، فإني لا أعلم أحدا حدث به عن عبد الله بن عمرو غير أبي العباس الشاعر السائب بن فروخ ، ولا عنه غير عمرو بن دينار ، ولا عنه غير سفيان بن عيينة فهو غريب صحيح.

التالي السابق


الخدمات العلمية