صفحة جزء
والجنس الرابع من المدلسين:

قوم دلسوا أحاديث رووها عن المجروحين، فغيروا أساميهم وكناهم، كي لا يعرفوا.


254 - أخبرني محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة ، قال: حدثنا أبو جعفر المستعيني قال: حدثنا عبد الله بن علي المديني قال: حدثني أبي قال: كل ما في كتاب ابن جريج ، أخبرت عن داود بن الحصين ، وأخبرت عن صالح مولى التوأمة ، فهو من كتب إبراهيم بن أبي يحيى.

255 - سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: " إبراهيم بن أبي يحيى لا يكتب حديثه، كان جهميا رافضيا قلت ليحيى: يروي ابن جريج ، عن إبراهيم بن أبي يحيى؟ قال: حدث عنه "من مات مريضا مات شهيدا ".

[ ص: 346 ] وقد كان الثوري يحدث عن إبراهيم بن هراسة فيقول: حدثنا أبو إسحاق الشيباني.

قال: سليمان الشاذكوني: من أراد التدين بالحديث فلا يأخذ عن الأعمش ، ولا عن قتادة إلا ما قالا: سمعناه.

256 - .. قال علي بن المديني: حدثنا يعلى بن عبيد ، عن محمد بن إسحاق ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن [ ص: 347 ] علي أن النبي صلى الله عليه وآله أهدى مائة بدنة، فيها جمل لأبي جهل.

قال ابن المديني: فكنت أرى أن هذا من صحيح حديث ابن إسحاق ، فإذا هو قد دلسه،

حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق ، قال: حدثني من لا أتهم، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، فإذا الحديث مضطرب.

[ ص: 348 ] 257 - قال علي: وحدثنا سفيان ، عن أيوب ، عن أبي قلابة قال: ذكاة الأرض نبشها.

فقلت لسفيان: فإن وهيبا رواه عن أيوب ، عن أبي قلابة ، [ ص: 349 ] فقال سفيان: رواه أبو عمير الحارث بن عمير ، عن أيوب ، فقيل لسفيان: من عن أبي عمير؟ قال: ابنه حمزة ، فلقيت حمزة بن الحارث ، فحدثني عن أبيه، عن أيوب ، عن أبي قلابة بهذا الحديث.

258 - أخبرني عبد الله بن محمد بن حمويه الدقيقي قال: حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال: حدثني خلف بن سالم قال: سمعت عدة من مشايخ أصحابنا، تذاكروا كثرة التدليس والمدلسين، فأخذنا في تمييز أخبارهم، فاشتبه علينا تدليس الحسن بن أبي الحسن ، وإبراهيم بن يزيد النخعي.

لأن الحسن كثيرا ما يدخل بينه وبين أصحابه أقواما مجهولين، وربما دلس عن مثل عتي بن ضمرة ، وحنيف بن المنتجب ، ودغفل بن حنظلة ، وأمثالهم.

فإبراهيم أيضا يدخل بينه وبين أصحاب عبد الله مثل: هني بن نويرة ، وسهم بن منجاب ، وحزامة الطائي ، وربما دلس عنهم.

وذكر أيضا تدليس أبي إسحاق السبيعي ، فأكثر من عجائبه، وكذلك [ ص: 350 ] الحكم ، ومغيرة ، وابن إسحاق ، وهشيم.

التالي السابق


الخدمات العلمية