صفحة جزء
والجنس السادس من التدليس:

قوم رووا، عن شيوخ لم يروهم قط، ولم يسمعوا منهم، إنما قالوا: قال فلان، فحمل ذلك عنهم على السماع، وليس عندهم عنهم سماع عال ولا نازل.


[ ص: 352 ] 262 - أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الحلاب بهمذان، قال: حدثنا إبراهيم بن نصر قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثني صاحب لي من أهل الري يقال له أشرس، قال: قدم علينا محمد بن إسحاق فكان يحدثنا، عن إسحاق بن راشد ، فقدم علينا إسحاق بن راشد ، فجعل يقول: قال حدثنا الزهري ، وحدثنا الزهري ، قال: فقلت له: أين لقيت ابن شهاب؟ قال: لم ألقه، مررت ببيت المقدس، فوجدت كتابا له، ثم.

263 - أخبرني محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين المستعيني ، قال: حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: قال أبي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قال علي بن المبارك: كتاب يحيى بن أبي كثير هذا، بعث إلي يحيى من اليمامة، أو خلفه عندي، ولم أسمعه من يحيى ، يشك في قوله: بعث إلي من اليمامة أو خلفه عندي.

264 - قال علي: سمعت يحيى يقول: قال التيمي: ذهبوا بصحيفة جابر إلى الحسن ، فرواها، وذهبوا بها إلى قتادة ، فرواها وأتوني بها، فلم أروها.

265 - قال علي: قال عبد الرحمن بن مهدي: كان عند مخرمة كتب لأبيه لم يسمعها منه.

266 - قال علي: الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس إنما سمع منها أربعة أحاديث والباقي كتاب.

[ ص: 353 ] 267 - قال أبي: وسئل عن عمرو بن حكام فقال: كان له قريب سمع من شعبة ، فلما مات أخذ كتبه، قال: كان لا يعرف.

268 - قال أبي: حدثني الحسن بن محمد بن عبد الله بن يزيد قال: كان الصباح إذا جاء عبد الوهاب بن مجاهد يقول: ترى هذا والله ما صدقه أبوه في شيء، وما هو إلا أخذ الكتب.

قال الحاكم: هذا باب يطول فليعلم صاحب الحديث:

أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة ، ولا من جابر ، ولا من ابن عمر ، ولا من ابن عباس شيئا قط.

[ ص: 354 ] وأن الأعمش لم يسمع من أنس.

وأن الشعبي لم يسمع من عائشة، ولا من عبد الله بن مسعود ، ولا من أسامة بن زيد ، ولا من علي إنما رآه رؤية، ولا من معاذ بن جبل ، ولا [ ص: 355 ] من زيد بن ثابت.

وأن قتادة لم يسمع من صحابي غير أنس.

وأن عامة حديث عمرو بن دينار عن الصحابة غير مسموعة.

وأن عامة حديث مكحول ، عن الصحابة حوالة.

وأن ذلك كله يخفى إلا على الحفاظ للحديث.

وقال أبو عبد الله: قد ذكرت في هذه الأجناس الستة أنواع التدليس ليتأمله طالب هذا العلم، فيقيس الأقل على الأكثر، ولم أستحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين، صيانة للحديث ورواته، غير أني أدل [ ص: 356 ] على جملة يهتدي إليها الباحث عن الأئمة الذين دلسوا، والذين تورعوا عن التدليس.

وهو أن أهل الحجاز والحرمين، ومصر والعوالي ليس التدليس من مذهبهم.

قال: وكذلك أهل خراسان، والجبال وأصبهان، وبلاد فارس، وخوزستان وما وراء النهر لا نعلم أحدا من أئمتهم دلسوا.

وأكثر المحدثين تدليسا أهل الكوفة، ونفر يسير من أهل البصرة.

فأما مدينة السلام بغداد، فقد خرج منها جماعة من أئمة الحديث، مثل أبي النضر هاشم بن القاسم ، وأبي نوح عبد الرحمن بن غزوان ، وأبي كامل مظفر بن مدرك ، وأبي محمد يونس بن محمد المؤدب ، وهم في الطبقة الأولى من أهل بغداد، لا يذكر عنهم، وعن أقرانهم من الطبقة الأولى التدليس.

ثم الطبقة الثانية بعدهم:

الحسن بن موسى الأشيب ، وسريج بن النعمان الجوهري ، [ ص: 357 ] ومعاوية بن عمرو الأزدي ، والمعلى بن منصور ، وأقرانهم من هذه الطبقة لم يذكر عنهم التدليس.

ثم الطبقة الثالثة: إسحاق بن عيسى بن الطباع ، ومنصور بن سلمة الخزاعي ، وسليمان بن داود الهاشمي ، وأبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار لم يذكر عنهم وعن طبقتهم التدليس.

ثم الطبقة الرابعة منهم مثل:

الهيثم بن خارجة ، والحكم بن موسى ، وخلف بن هشام البزار ، وداود بن عمرو الضبي ، لم يذكر (عنهم و) عن طبقتهم التدليس.

ثم الطبقة الخامسة: مثل: إمام الحديث أحمد بن حنبل ، ومزكي الرواة يحيى بن معين ، وصاحبي المسندين ابن أبي خيثمة زهير بن حرب ، وعمرو بن محمد الناقد ، لم يذكر عن واحد منهم التدليس، رضي الله عنهم أجمعين.

التالي السابق


الخدمات العلمية