صفحة جزء
أبو عوانة اسمه الوضاح مولى يزيد بن عطاء الليثي ، من أهل البصرة ، يروي عن : قتادة والبصريين ، روى عنه : أهل العراق ، وكان مولده سنة اثنتين وعشرين ومائة ، ومات في شهر ربيع [ ص: 563 ] الأول يوم السبت سنة ست وسبعين ومائة ، وكان يزيد بن عطاء قد حج ومعه أبو عوانة عبده، فلما نزلوا منى أتى سائل فضرب يزيد بن عطاء ، فسأله شيئا فلم يعطه، فلما ولى لحقه أبو عوانة فأعطاه دينارا ، فقال السائل: والله لأنفعنك يا أبا عوانة ، فلما أصبحوا وأرادوا الدفع من المزدلفة وقف ذلك السائل على طريق الناس وجعل ينادي إذا رأى رفقة من أهل العراق : يا أيها الناس اشكروا يزيد بن عطاء الليثي فإنه تقرب إلى الله اليوم بأبي عوانة فأعتقه ، فجعل الناس يمرون فوجا فوجا إلى يزيد بن عطاء ويشكرون له ذلك ، وكان ينكر ، فلما كثر عليه ذلك قال: ومن يقدر على رد هؤلاء كلهم؟ اذهب فأنت حر ، وكان أبو عوانة يقيم بواسط ثم انتقل إلى البصرة وسكنها إلى أن مات بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية