صفحة جزء
أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة ، من أهل الكوفة ، يروي عن : يحيى بن سعيد الأنصاري ، روى عنه : بشر بن الوليد وأهل العراق ، وكان شيخا متقنا ، لم يكن يسلك مسلك صاحبيه إلا في الفروع ، وكان يبانيهما في الإيمان والقرآن ، حدثني الحسن بن محمد ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم القاص ، ثنا قتيبة بن سعيد قال : سمعت أبا يوسف يقول : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، حدثنا محمد بن [ ص: 646 ] إسحاق الثقفي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا محمود بن غيلان ، ثنا محمد بن سعيد بن مسلم الباهلي ، عن أبيه قال : سألت أبا يوسف وهو بجرجان عن أبي حنيفة ، فقال : ما تصنع به قد مات جهميا ، قال أبو حاتم رضي الله عنه : لسنا ممن يوهم الرعاع ما لا يستحله ، ولا ممن يحيف بالقدح في إنسان وإن كان لنا مخالفا ، بل نعطي كل شيخ حظه مما كان فيه ، ونقول في كل إنسان ما كان يستحقه من العدالة والجرح ، أدخلنا زفرا وأبا يوسف بين الثقات لما تبين عندنا من عدالتهما في الأخبار ، وأدخلنا من لا يشبههما في الضعفاء مما صح عندنا مما لا يجوز الاحتجاج به ، ومات أبو يوسف سنة إحدى أو اثنتين وثمانين ومائة بخمس ليال خلون من شهر ربيع الآخر ، ولأبي يوسف ابن يقال له : يوسف بن يعقوب القاضي ، مات في رجب سنة اثنتين وتسعين ومائة ، سمعت ابن قحطبة يقول : سمعت محمد بن الصباح يقول : وقيل له : لم لم تكتب عن هشيم ؟ قال : لأني انصرفت يوما من مجلس هشيم فسألت مسألة فلم أحسنها ، فتركت هشيما ولزمت أبا يوسف ، فكان أبو يوسف رجلا [ ص: 647 ] صالحا ، وكان يسرد الصوم .

التالي السابق


الخدمات العلمية