صفحة جزء
[ ص: 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم

وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ، قال أبو حاتم محمد بن حبان التميمي رضي الله عنه ، أخبرنا الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عفان ، ثنا حماد بن سلمة ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن عبد الله بن مؤلة ، قال : كنت أسير مع بريدة الأسلمي ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : خير هذه الأمة القرن الذي بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يكون أقوام يستبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم .

قال أبو حاتم : هذه اللفظة ، ثم الذين يلونهم في الرابعة ، تفرد بها حماد بن سلمة ، وهو ثقة مأمون ، وزيادة الألفاظ عندنا مقبولة عن الثقات ، إذ جائز أن يحضر جماعة شيخا في سماع شيء ، ثم يخفى على أحدهم بعض الشيء ، ويحفظه من هو مثله ، أو دونه في الإتقان ، كما بيناه في غير موضع من كتبنا ، وهذه اللفظة يصرح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم : بأن خير الناس بعد أتباع التابعين القرن الرابع الذين شافهوهم وصحبوهم ، وهم تبع الأتباع الذين جدوا في الرحل والأسفار ، وأمعنوا في طلب العلم والأخبار [ ص: 2 ] وواظبوا على الدرس والمذاكرة والحفظ والمدارسة ولم يقنعوا في جمع السنن ببلدته دون أخرى ، ولا بشيخ واحد دون الرحلة في جميع الأمصار والدوران في المدن والأقطار ، حتى حفظوا السنن على المسلمين ، وصانوا عن ثلب القادحين ، فصاروا أعلاما يقتدى بهم في الآثار ، ويرجع إلى أقاويلهم في الأمصار ، وإنما نملي أسماءهم وما يعرف من أنبائهم في كتابنا هذا كما أملينا أسامي من تقدمهم من الطبقات الثلاث ، فكل خبر رواه شيخ من هؤلاء الشيوخ الذين نذكرهم بمشية الله وتوفيقه في كتابنا هذا ، فإن ذاك الخبر صحيح لا محالة إذا يعتري من الخصال الخمس التي ذكرتها ، وإنا نقصد في إملاء أسمائهم على المعجم على حسب ما ذكرنا من قبلهم حتى يكون المتعلم أنشط بحفظها ، وأرغب في وعيها ، وليكون أسهل عند البغية لمن أراده ، وبالله توفيقنا ، وعليه نتوكل في جميع أمورنا ، وهو مع الذين اتقوا والذين هم محسنون .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : وممن روى عن أتباع التابعين وشافههم من المحدثين ممن ابتدأ اسمه على الألف .

[ ص: 3 ] أحمد بن أبي طيبة الدارمي الجرجاني ، يروي عن : أبيه واسم أبي طيبة : عيسى بن سليمان بن دينار ، روى عنه : عمار بن رجاء الإستربادي وأهل بلده ، مات سنة ثلاث ومائتين ، حدثنا مهران بن هارون بالري ، ثنا عمار بن رجاء ، حدثنا أحمد بن أبي طيبة ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : خمس لا يعلمهن إلا الله : إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير .

التالي السابق


الخدمات العلمية