ولما قتل
عمار أتى
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو معاوية فقال : قتل
عمار ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص : قتل
عمار ، فما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لعمار : تقتلك الفئة الباغية ، فقال
معاوية : أنحن قتلناه ، إنما قتله
أهل العراق ، جاءوا به فطرحوه في سيوفنا ورماحنا ، وقد قيل : إنه قتل
بصفين سبعون ألفا : من
أهل العراق خمسة وعشرون ألفا ، ومن
[ ص: 292 ] أهل الشام خمسة وأربعون ألفا ، فلما اشتد البلاء بالفريقين ، وكثر بينهم القتلى
قال nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص لمعاوية : إن هذا الأمر لا يزداد إلا شدة ، فهل لك إلى أمر لا يزداد القوم به إلا فرقة ، إن أعطونا اختلفوا وإن منعونا اختلفوا ، فقال معاوية : ما هو ؟ فقال : المصاحف نرفعها وندعوهم بما فيها ، فإنهم لا يقاتلون إلا على ما قد علمت ، فقال معاوية : افعل ما رأيت ، فأمر بالمصاحف فرفعت في الرماح ، ثم جعلوا ينادون : ندعوكم إلى كتاب الله والحكم بما فيه ، فسر الناس به ، وكرهوا القتال ، وأجابوا إلى الصلح ، وأنابوا إلى الحكومة ، وقالوا لعلي : إن القوم يدعونك إلى الحق ، وإلى كتاب الله ، فإن كرهنا ذلك فنحن إذا مثلهم ، فقال علي : ويحكم ما ذلك يريدون ولا يفعلون ، ثم مشى الناس بعضهم إلى بعض ، وأجابوا الصلح والحكومة ، وتفرقوا إلى دفن قتلاهم ، ولم يجد علي بدا من أن يقبل الحكومة لما رأى من أصحابه ، فحكم
أهل الشام nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص ، وأراد
علي أن يحكم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=185الأشعث بن قيس وهو يومئذ سيد الناس : لا يحكم في هذا الأمر رجلان من قريش ، ولا افترق الفريقان على هذا الجمع على حكومة بعد أن كان من القتال بينهما ما كان إلا وأحد الحكمين منا ، وتبعه
أهل اليمن على ذلك ، ثم قال
الأشعث : لا نرضى إلا
بأبي موسى الأشعري ، وكتبوا بينهم كتابي الصلح :
[ ص: 293 ] بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما تقاضى عليه
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية بن أبي سفيان ، قاضى علي على
أهل العراق ومن كان معه من شيعته من المؤمنين ، وقاضى
معاوية على
أهل الشام ومن كان معه من شيعته من المسلمين ، أنا ننزل على حكم الله وكتابه ، فما وجد الحكمان في كتاب الله فهما يتبعانه ، وما لم يجدا في كتاب الله فالسنة العادلة تجمعهما ، وهما آمنان على أموالهما وأنفسهما وأهاليهما ، والأمة أنصار لهما على الذي يقضيان عليه ، وعلى المؤمنين والمسلمين - والطائفتان كلتاهما عليهما - عهد الله وميثاقه أن يفيا بما في هذه الصحيفة على أن بين المسلمين الأمن ووضع السلاح وعلى
عبد الله بن قيس nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص عهد الله وميثاقه ليحكما بين الناس بما في هذه الصحيفة على أن الفريقين جميعا يرجعان سنة ، فإذا انقضت السنة إن أحبا أن يردا ذلك ردا ، وإن أحبا زادا فيهما ما شاء الله ، اللهم إنا نستنصرك على من ترك ما في هذه الصحيفة .
وشهد على الصحيفة فريق عشرة أنفس ، فشهد من أصحاب
علي : [ ص: 294 ] nindex.php?page=showalam&ids=185الأشعث بن قيس ، nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس ، وسعيد بن قيس الهمداني ، وحجر بن الأدبر الكندي ، وعبد الله بن الطفيل العامري ، وعبد الله بن محل العجلي ، ووقاء بن سمي البجلي ، وعقبة بن زيد الأنصاري ، ويزيد بن حجية التيمي ، ومالك بن أوس الرحبي .
وشهد من
أهل الشام :
أبو الأعور السلمي ، وحبيب بن مسلمة الفهري ، والمخارق بن الحارث الزبيدي ، وعلقمة بن يزيد الحضرمي ، وسبيع بن يزيد الحضرمي ،
وزمل بن عمرو العذري ، ويزيد بن الحر العبسي ، وحمزة بن مالك الهمداني ،
وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ،
وعتبة بن أبي سفيان .
وكتب يوم الأربعاء سنة سبع وثلاثين .
فانصرف علي بمن معه من
أهل العراق ، وانصرف
معاوية بمن معه إلى
الشام ، فقال
عبد الله بن وهب الحرمي وكان من أصحاب
علي :
[ ص: 295 ] لا حكم إلا لله ، فقال
علي : هذه كلمة حق أريد بها باطل ، فلما دخل
علي الكوفة خرج من كان يقول : لا حكم إلا لله ، ونزلوا
بحروراء وهم قريب من اثني عشر ألفا ، فسموا الحرورية ، ومناديهم ينادي : أمير القتال
شبث بن ربعي التميمي ، والأمر بعد الفتح شورى ، والبيعة لله .
ومات
nindex.php?page=showalam&ids=211خباب بن الأرت بالكوفة .
فخرج
علي من
صفين ، وولى
علي nindex.php?page=showalam&ids=3753سهل بن حنيف فارس ، فأخرجه
أهل فارس ، فوجه
زيادا فرضوا وصالحوه وأدوا إليه الخراج .