صفحة جزء
عبد الله بن المبارك ، مولى بني حنظلة ، من أهل مرو ، كنيته أبو عبد الرحمن . يروي عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وحميد الطويل ، وعاصم الأحول . روى عنه : أهل العراق وخراسان ، كان مولده سنة ثماني عشرة ومائة ، ومات في رمضان منصرفا من طرسوس سنة إحدى وثمانين ومائة ، وقبره بهيت مدينة على الفرات مشهور يزار . والأخبار في مناقب ابن المبارك وشمائله أشهر وأكثر من أن تذكر ، أو تحتاج إلى الإغراق في ذكرها ، وكان ابن المبارك رحمه الله فيه [ ص: 8 ] خصال مجتمعة لم يجتمع في أحد من أهل العلم في زمانه في الدنيا كلها ; كان فقيها ورعا عالما بالاختلاف ، حافظا ، يعرف السنن ، رحالا في جمع العلم ، شجاعا ينازل الأقران ويكابت الأبطال ، أديبا يقول الشعر فيجيد ، سخيا بما ملك من الدنيا ، وكان إذا سافر يحمل سفرته على عجلة من كبرها ، فإذا نزل طرحها ثم يردها من احتاج ( إليه ) ، وكان يقول : لولا فضيل ما اتجرت . حدثنا ابن قتيبة قال : ثنا ابن أبي السري قال : ثنا معتمر بن سليمان قال : حدثنا ابن المبارك ، عن الأوزاعي قال : سألت يحيى بن سعيد والزهري وعطاء بن أبي رباح عن الرجل يجامع امرأته فيما دون الفرج فينزل ، فيسيل الماء حتى يدخل في الفرج ، قالوا : عليها أن تغتسل .

التالي السابق


الخدمات العلمية