صفحة جزء
1016 - سلمة بن الأكوع ، هكذا يقول جماعة أهل الحديث ، ينسبونه إلى جده وهو سلمة بن عمرو بن الأكوع . والأكوع هو سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن الأفصى الأسلمي . يكنى أبا مسلم ، وقيل : يكنى أبا إياس . وقال بعضهم : يكنى أبا عامر ، والأكثر أبو إياس ، [بابنه إياس ] ، كان ممن بايع تحت الشجرة ، سكن بالربذة ، وتوفي بالمدينة سنة أربع وسبعين ، وهو ابن ثمانين سنة ، وهو معدود في أهلها ، وكان شجاعا راميا سخيا خيرا فاضلا .

روى عنه جماعة من تابعي أهل المدينة . قال ابن إسحاق : وقد سمعت أن الذي كلمه الذئب سلمة بن الأكوع ، قال سلمة : رأيت الذئب قد أخذ ظبيا ، فطلبته حتى نزعته منه ، فقال : ويحك! ما لي ولك ؟ عمدت إلى رزق رزقنيه الله ، ليس من مالك تنتزعه مني ؟ قال : قلت : أيا عباد الله ، إن هذا لعجب ، ذئب يتكلم . فقال الذئب : أعجب من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم في أصول النخل يدعوكم إلى عبادة الله وتأبون إلا عبادة الأوثان . قال : فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت . فالله أعلم أي ذلك كان . ذكر ذلك ابن إسحاق بعد ذكر أرفع بن عميرة الذي كلمه الذئب على حسب ما تقدم [ ص: 640 ] من ذلك في بابه من هذا الكتاب .

عمر سلمة بن الأكوع عمرا طويلا .

روى عنه ابنه إياس بن سلمة ، ويزيد بن أبي عبيد . وروى عنه يزيد بن خصيفة . وقال يزيد بن أبي عبيد ، قلت لسلمة بن الأكوع : على أي شيء بايعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ؟ قال : على الموت . قال يزيد : وسمعت سلمة بن الأكوع يقول : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ، وخرجت فيما بعث من البعوث سبع غزوات . وقال عنه ابنه إياس : ما كذب أبي قط . وروى عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : خير رجالنا سلمة بن الأكوع . وروى عبيد الله بن موسى ، عن موسى بن عبيدة ، عن إياس بن سلمة عن أبيه ، قال : بينا نحن قائلون نادى مناد : أيها الناس ، البيعة البيعة ، فثرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو تحت الشجرة ، فبايعناه ، فذلك قول الله عز وجل : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم الآية .

التالي السابق


الخدمات العلمية