صفحة جزء
باب سمرة

1063 - سمرة بن جندب بن هلال بن جريج بن مرة بن حزن بن عمرو بن جابر بن ذي الرئاستين ، هكذا نسبه سليمان بن سيف . وقال ابن إسحاق وغيره من أهل النسب : هو من فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان حليف للأنصار ، يكنى أبا عبد الرحمن . وقيل : أبو عبد الله . وقيل أبو سليمان . وقيل : يكنى أبا سعيد ، سكن البصرة . وكان زياد يستخلفه عليها ستة أشهر وعلى الكوفة ستة أشهر ، فلما مات زياد استخلفه على البصرة . فأقره معاوية عليها عاما أو نحوه ، ثم عزله ، وكان شديدا على الحرورية ، كان إذا أتي بواحد منهم إليه قتله ولم يقله ، ويقول : شر قتلي تحت أديم السماء يكفرون المسلمين ويسفكون الدماء . فالحرورية ومن قاربهم في مذهبهم يطعنون عليه وينالون منه .

وكان ابن سيرين والحسن وفضلاء أهل البصرة يثنون عليه ويجيبون عنه .

وقال ابن سيرين : في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير .

وقال الحسن : تذاكر سمرة وعمران بن حصين ، فذكر سمرة أنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتين : سكتة إذا كبر ، وسكتة إذا فرغ من قراءة ولا الضالين . فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين ، فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أبي بن كعب ، فكان في جواب أبي بن كعب : أن سمرة قد صدق وحفظ .

حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا أحمد بن زهير ، حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا عبد الصمد ، حدثنا أبو هلال ، حدثنا عبد الله بن [ ص: 654 ] صبيح ، عن محمد بن سيرين ، قال : كان سمرة - ما علمت - عظيم الأمانة ، صدوق الحديث ، يحب الإسلام وأهله .

وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى ، حدثنا أحمد بن سعيد ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن [علي بن ] مروان ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، فذكره بإسناده سواء .

وكان سمرة من الحفاظ المكثرين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت وفاته بالبصرة [في خلافة معاوية ] سنة ثماني وخمسين ، سقط في قدر مملوءة ماء حارا كان يتعالج بالقعود عليها ، من كزاز شديد أصابه ، فسقط في القدر الحارة فمات ، فكان ذلك تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم له ولأبي هريرة ولثالث معهما : آخركم موتا في النار . روى عن سمرة من الصحابة عمران بن حصين ، وروى عنه كبار التابعين بالبصرة .

حدثنا عبد الرحمن بن يحيى ، حدثنا أحمد بن سعيد ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن علي ، حدثنا سعيد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري ، حدثنا هشيم بن بشير ، قال : أخبرني عبد الحميد بن جعفر الأنصاري ، عن أبيه أن أم سمرة بن جندب مات عنها زوجها ، وترك ابنه سمرة ، وكانت امرأة جميلة فقدمت المدينة فخطبت ، فجعلت تقول : إنها لا تتزوج إلا برجل يكفل لها نفقة [ ص: 655 ] ابنها سمرة حتى يبلغ ، فتزوجها رجل من الأنصار على ذلك ، فكانت معه في الأنصار ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعرض غلمان الأنصار في كل عام ، فمر به غلام فأجازه في البعث ، وعرض عليه سمرة من بعده فرده ، فقال سمرة : يا رسول الله ، لقد أجزت غلاما ورددتني ، ولو صارعته لصرعته . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فصارعه . قال : فصارعته فصرعته . فأجازني رسول الله صلى الله عليه وسلم في البعث . وقال الواقدي : سمرة بن جندب الفزاري حليف للأنصار ، يكنى أبا سعيد .

حدثنا [عبد الرحمن بن يحيى ، حدثنا أحمد بن سعيد ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن النعمان ، قال ] محمد [بن علي ] : حدثنا إبراهيم بن عرعرة ، حدثنا محمد بن أبي عدي ، أخبرني حسين المعلم ، عن عبد الله بن بريدة ، قال : سمعت سمرة بن جندب يقول : لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما حدثا ، فكنت أحفظ عنه ، وما يمنعني من القول إلا أن هاهنا رجالا هم أسن مني ، ولقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها ، فقام عليها للصلاة وسطها . روى عنه الحسن والشعبي ، وعلي بن ربيعة ، وقدامة بن وبرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية