1106 -
سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري ، يكنى
أبا يزيد ، كان أحد الأشراف من
قريش وساداتهم في الجاهلية ، أسر يوم
بدر كافرا ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=65904وكان خطيب قريش ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : يا رسول الله ، انزع ثنيته ، فلا يقوم عليك خطيبا أبدا .
فقال صلى الله عليه وسلم : دعه فعسى أن يقوم مقاما تحمده ، وكان الذي أمره
مالك بن الدخشم ، فقال في ذلك :
أسرت سهيلا فما أبتغي أسيرا به من جميع الأمم [ ص: 670 ] وخندق تعلم أن الفتى
سهيلا فتاها إذا تصطلم ضربت بذي الشفر حتى انثنى
وأكرهت سيفي على ذي العلم
قال : فقدم
مكرز بن حفص بن الأحنف العامري فقاطعهم في فدائه ، وقال :
ضعوا رجلي في القيد حتى يأتيكم الفداء ، ففعلوا ذلك .
وكان
سهيل أعلم مشقوق الشفة ، وهو الذي جاء في الصلح يوم
الحديبية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين رآه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=888126قد سهل لكم من أمركم ، وعقد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح يومئذ ، وهو كان متولى ذلك دون سائر
قريش ، وهو الذي مدحه
أمية بن أبي الصلت فقال :
أبا يزيد ، رأيت سيبك واسعا وسجال كفك يستهل ويمطر
وقال فيه
ابن قيس الرقيات حين منع
خزاعة من
بني بكر بعد
الحديبية ، وكانوا أخواله ، فقال :
منهم ذو الندى سهيل بن عمرو عصبة الناس حين جب الوفاء
حاط أخواله خزاعة لما كثرتهم بمكة الأحياء
وكان المقام الذي قامه في الإسلام الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعمر : nindex.php?page=hadith&LINKID=65904دعه فعسى أن يقوم مقاما تحمده ، فكان مقامه في ذلك أنه
لما ماج أهل مكة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد من العرب قام nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو خطيبا ، فقال : والله إني أعلم أن هذا الدين سيمتد امتداد الشمس [ ص: 671 ] في طلوعها إلى غروبها . فلا يغرنكم هذا من أنفسكم - يعني أبا سفيان ، فإنه ليعلم من هذا الأمر ما أعلم . ولكنه قد ختم على صدره حسد بني هاشم .
وأتى في خطبته بمثل ما جاء به
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق رضي الله عنه
بالمدينة ، فكان ذلك معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه
لعمر . والله أعلم .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم ، قال : سمعت
الحسن يقول : حضر الناس باب
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وفيهم
nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو ، وأبو سفيان بن حرب ، وأولئك الشيوخ من
قريش ، فخرج آذنه ، فجعل يأذن
لأهل بدر : nindex.php?page=showalam&ids=52لصهيب ، nindex.php?page=showalam&ids=115وبلال ، وأهل بدر ، وكان يحبهم ، وكان قد أوصى بهم ، فقال
أبو سفيان : ما رأيت كاليوم قط ، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد ، ونحن جلوس ، لا يلتفت إلينا ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو : قال
الحسن - ويا له من رجل ما كان أعقله :
أيها القوم ، إني والله قد أرى الذي في وجوهكم ، فإن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم ، دعا القوم ودعيتم ، فأسرعوا وأبطأتم ، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي تتنافسون فيه ، ثم قال : أيها القوم ، إن هؤلاء القوم قد سبقوكم بما ترون ، ولا سبيل لكم والله إلى ما سبقوكم إليه ، فانظروا هذا الجهاد فالزموه ، عسى الله [عز وجل ] أن يرزقكم شهادة ، ثم نقض ثوبه وقام ولحق
بالشام .
قال
الحسن : فصدق ، والله لا يجعل الله عبدا له أسرع إليه كعبد أبطأ عنه .
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير عن عمه
مصعب ، عن
نوفل بن عمارة ، قال : جاء
الحارث بن [ ص: 672 ] هشام ، nindex.php?page=showalam&ids=3795وسهيل بن عمرو إلى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، فجلسا وهو بينهما ، فجعل المهاجرون الأولون يأتون
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فيقول : هاهنا يا
سهيل ، هاهنا يا حارث ، فينحيهما عنه ، فجعل الأنصار يأتون فينحيهما عنه كذلك ، حتى صارا في آخر الناس ، فلما خرجا من عند
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قال
الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو : ألم تر ما صنع بنا ؟ فقال له
سهيل :
إنه الرجل لا لوم عليه ، ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا ، دعي القوم فأسرعوا ، ودعينا فأبطأنا ، فلما قاموا من عند عمر أتياه ، فقالا له : يا أمير المؤمنين ، قد رأينا ما فعلت بنا اليوم ، وعلمنا أنا أتينا من قبل أنفسنا ، فهل من شيء نستدرك به ما فاتنا من الفضل ؟ فقال : لا أعلم إلا هذا الوجه - وأشار لهما إلى ثغر
الروم . فخرجا إلى
الشام فماتا بها .
قالوا : وكان
nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو بعد أن أسلم كثير الصلاة والصوم والصدقة ، وخرج بجماعة أهله إلا بنته
هندا إلى
الشام مجاهدا حتى ماتوا كلهم هنالك ، فلم يبق من ولده أحد إلا بنته
هند وفاختة بنت عتبة بن سهيل ، فقدم بها على
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فزوجها
nindex.php?page=showalam&ids=16334عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وكان
الحارث قد خرج مع
سهيل ، فلم يرجع ممن خرج معهما إلا
فاختة وعبد الرحمن ، فقال : زوجوا الشريد الشريدة .
ففعلوا ، فنشر الله منهما عددا كثيرا . قال
المديني : قتل nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو باليرموك . وقيل : بل مات في طاعون عمواس [رضي الله عنه ]
[ ص: 673 ] .