صفحة جزء
قال الواقدي : كان إسلام صهيب وعمار بن ياسر في يوم واحد .

حدثنا عبد الله بن أبي عبيدة [عن أبيه ] قال : قال عمار بن ياسر :

لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ، فقلت له : ما تريد ؟ فقال لي : ما تريد أنت ؟ فقلت : أردت الدخول إلى محمد صلى الله عليه وسلم فأسمع كلامه . قال : فأنا أريد ذلك . قال : فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ، ثم مكثنا يومنا حتى أمسينا ، ثم خرجنا مستخفين ، فكان إسلام عمار وصهيب بعد بضعة وثلاثين رجلا ، وهو ابن عم حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان ، يلتقي حمران وصهيب عند خالد بن عبد عمرو . وحمران أيضا ممن لحقه السباء من سبي عين التمر ، يكنى صهيب أبا يحيى .

وقال مصعب بن الزبير : هرب صهيب من الروم ، ومعه مال كثير ، فنزل مكة ، فعاقد عبد الله بن جدعان وحالفه وانتمى إليه ، وكانت الروم قد أخذت صهيبا من نينوى ، وأسلم قديما ، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 729 ] إلى المدينة لحقه صهيب إلى المدينة ، فقالت له قريش : لا تفجعنا بنفسك ومالك ، فرد إليهم ماله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ربح البيع أبا يحيى ، وأنزل الله تعالى في أمره : ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله قال : وأخوه مالك [بن سنان ] [لم يذكره أبو عمر في باب مالك بن سنان ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية