صفحة جزء
1250 - الضحاك بن سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب الكلبي ، يكنى أبا سعيد . معدود في أهل المدينة ، كان ينزل باديتها . وقيل : كان نازلا بحرة ، وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه ، وكتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها ، وكان قتل أشيم خطأ ، وشهد بذلك الضحاك بن سفيان عند عمر بن الخطاب ، فقضى به وترك رأيه .

وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، وأمر عليهم الضحاك بن سفيان هذا ، فذكره عباس بن مرداس في شعره ، فقال :


إن الذين وفوا بما عاهدتهم جيش بعثت عليهم الضحاكا     أمرته ذرب السنان كأنه
لما تكنفه العدو يراكا     طورا يعانق باليدين وتارة
يفري الجماجم صارما بتاكا

[ ص: 743 ] وكان الضحاك بن سفيان الكلابي أحد الأبطال ، وكان يقوم على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشحا سيفه ، وكان يعد بمائة فارس وحده .

وله خبر عجيب مع بني سليم ، ذكره أهل الأخبار : روى الزبير بن بكار قال : حدثتني ظمياء بنت عبد العزيز بن موالة بن كثيف [بن حجل بن خالد ] الكلابي ، قالت : حدثني أبي عن جدي موءلة بن كثيف . قال : حدثني أبي عن جدي موءلة بن كثيف بن جمل بن خالد الكلابي أن الضحاك بن سفيان الكلابي كان سياف رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على رأسه متوشحا بسيفه ، وكانت بنو سليم في تسعمائة ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل لكم في رجل يعدل مائة يوفيكم ألفا ، فوافاهم بالضحاك بن سفيان . وكان رئيسهم ، فقال عباس بن مرداس المعنى المذكور في الخبر :


نذود أخانا عن أخينا ولو نرى     وصالا لكنا الأقربين نتابع
نبايع بين الأخشبين وإنما     يد الله بين الأخشبين تبايع
عشية ضحاك بن سفيان معتص     لسيف رسول الله والموت واقع

وروى عنه سعيد بن المسيب ، والحسن البصري [ ص: 744 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية