صفحة جزء
1253 - الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري ، يكنى أبا أنيس . وقيل [ ص: 745 ] أبو عبد الرحمن - قاله خليفة . والأول قول الواقدي . وهو أخو فاطمة بنت قيس ، وكان أصغر سنا منها . يقال : إنه ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسبع سنين ونحوها ، وينفون سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم . والله أعلم .

كان على شرطة معاوية ، ثم صار عاملا له على الكوفة بعد زياد ، ولاه عليها معاوية سنة ثلاث وخمسين ، وعزله سنة سبع ، وولى مكانه عبد الرحمن بن أم الحكم ، وضمه إلى الشام ، وكان معه حتى مات [معاوية ] ، فصلى عليه ، وقام بخلافته حتى قدم يزيد بن معاوية ، فكان مع يزيد وابنه معاوية إلى أن ماتا ، ووثب مروان على بعض الشام ، فبويع له ، فبايع الضحاك بن قيس أكثر أهل الشام لابن الزبير ، ودعا له ، فاقتتلوا ، وقتل الضحاك بن قيس ، وذلك بمرج راهط .

ذكر المدائني في كتاب المكايد له ، قال : لما التقى مروان والضحاك بمرج راهط اقتتلوا ، فقال عبيد الله بن زياد لمروان : إن فرسان قيس مع الضحاك ولا تنال منه ما تريد إلا بكيد ، فأرسل إليه فاسأله الموادعة حتى تنظر في أمرك ، على أنك إن رأيت البيعة لابن الزبير بايعت . ففعل ، فأجابه الضحاك إلى الموادعة ، وأصبح أصحابه قد وضعوا سلاحهم ، وكفوا عن القتال ، فقال عبيد الله بن زياد لمروان : دونك . فشد مروان ومن معه على عسكر الضحاك على غفلة [ ص: 746 ] وانتشار منهم ، فقتلوا من قيس مقتلة عظيمة . وقتل الضحاك يومئذ . قال : فلم يضحك رجال من قيس بعد يوم المرج حتى ماتوا .

وقيل : إن المكيدة من عبيد الله بن زياد كايد بها الضحاك ، وقال له :

ما لك والدعاء لابن الزبير ، وأنت رجل من قريش ، ومعك الخيل ، وأكثر قيس ، فادع لنفسك ، فأنت أسن منه وأولى ، ففعل الضحاك ذلك ، فاختلف عليه الجند ، وقاتله مروان فقتله . والله أعلم .

وكان يوم المرج حيث قتل الضحاك للنصف من ذي الحجة سنة أربع وستين .

روى عنه الحسن البصري ، وتميم بن طرفة ، ومحمد بن سويد الفهري ، وميمون بن مهران ، وسماك بن حرب ، فحديث الحسن عنه في الفتن ، وحديث تميم عنه في ذم الدنيا وإخلاص العمل لله عز وجل .

التالي السابق


الخدمات العلمية