صفحة جزء
باب بشر

178 - بشر بن البراء بن معرور الأنصاري الخزرجي ، من بني سلمة ، قد تقدم نسب أبيه ، بابه [من هذا الكتاب] .

قال ابن إسحاق : شهد بشر بن البراء العقبة وبدرا وأحدا والخندق ، ومات بخيبر في حين افتتاحها سنة سبع من الهجرة من أكلة أكلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة التي سم فيها . قيل : إنه لم يبرح من مكانه حين أكل منها حتى مات .

وقيل : بل لزمه وجعه ذلك سنة ثم مات منه ، وكان من الرماة المذكورين من الصحابة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين واقد ابن عبد الله التميمي ، حليف بن عدي ، وهو الذي قال فيه رسول الله [ ص: 168 ] صلى الله عليه وسلم حين سأل بني سلمة ، من سيدكم؟ قالوا : الجد بن قيس ، على بخل فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأي داء أدوأ من البخل؟ بل سيد بني سلمة الأبيض الجعد بشر بن البراء ، هكذا ذكره ابن إسحاق . وكذلك ذكره عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبني ساعدة : من سيدكم؟ قالوا : الجد بن قيس قال : بم سودتموه؟ قالوا : إنه أكثرنا مالا ، وإنا على ذلك لنزنه بالبخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وأي داء أدوأ من البخل؟ قالوا : فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال : بشر بن البراء بن معرور هكذا وقع في هذا الخبر لبني ساعدة ، وإنما هو لبني ساردة ، لأنه من بني سلمة بن سعد ابن عدي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الحارث بن الخزرج .

وروى أبو بكر الهذلي عن الشعبي مثله وذكره ابن عائشة أيضا ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبني سلمة : من سيدكم؟ فقالوا : الجد بن قيس ، على بخل فيه . فقال : وأي داء أدوأ من البخل؟! سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح . وقد ذكرنا خبره في باب عمرو بن الجموح ، والنفس إلى ما قاله الزهري [ ص: 169 ] وابن إسحاق أميل ، وهما أجل أهل هذا الشأن وشيوخ العلم به ، والله أعلم

التالي السابق


الخدمات العلمية