بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
القصيدة بأسرها، وأثنى فيها على المهاجرين، ولم يذكر الأنصار، فكلمته الأنصار، فصنع فيهم حينئذ شعرا، ولا أعلم له في صحبته وروايته غير هذا الخبر.ألا أبلغا عني بجيرا رسالة على أي شيء ويك غيرك دلكا
على خلق لم تلف أما ولا أبا عليه ولم تدرك عليه أخا لكا
شربت بكأس عند آل محمد وأنهلك المأمون منها وعلكا
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
فلما بلغ إلى قوله :إن الرسول لسيف يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول
أنبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
في فتية من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا
لو كنت أعجب من شيء لأعجبني سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها فالنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر
إن كنت لا ترهب ذمي لما تعرف من صفحي عن الجاهل
فاخش سكوتي إذ أنا منصت فيك لمسموع خنى القائل
فالسامع الذام شريك له ومطعم المأكول كالآكل
مقالة السوء إلى أهلها أسرع من منحدر سائل
ومن دعا الناس إلى ذمه ذموه بالحق وبالباطل
أتعرف رسما بين دهمان فالرقم إلى ذي مراهيط كما خط بالقلم
عفته رياح الصيف بعدي بمورها وأندية الجوزاء بالوبل والديم
ديار التي بتت حبالى وصرمت وكنت إذا ما الحبل من خلة صرم
فزعت إلى أدماء حرف كأنما بأقرابها قار إذا جلدها استحم
ألا أبلغا هذا المعرض أنه أيقظان قال القول إذ قال أو حلم
فإن تسألي الأقوام عني فإنني أنا ابن أبي سلمى على رغم من رغم
أنا ابن الذي قد عاش تسعين حجة فلم يخز يوما في معد ولم يلم
وأكرمه الأكفاء من كل معشر كرام فإن كذبتني فاسأل الأمم
أقول شبيهات بما قال عالما بهن، ومن يشبه أباه فما ظلم
فأشبهته من بين من وطئ الحصى ولم ينتزعني شبه خال ولا ابن عم
إذ شئت أعلكت الجموع إذا بدت نواجذ لحييه بأغلظ ما عجم
أعيرتني عزا قديما وسادة كراما بنوا لي المجد في باذخ الشمم
هم الأصل مني حيث كنت وإني من المزنيين المضيفين للكرم
[ ص: 1317 ] هم ضربوكم حين جزتم عن الهدى بأسيافهم حتى استقمتم على أمم
وساقتك منهم عصبة خندفية فما لك منها قيد شبر ولا قدم
هم الأسد عند الناس والحشد في القرى وهم عند عقد الجار يوفون بالذمم
هم منعوا سهل الحجاز وحزنه قديما وهم أجلوا أباك عن الحرم
متى أدع في أوس تأتني مساعر حرب كلهم سادة وعم وعثمان
فكم فيهم من سيد وابن سيد ومن عامل للخير إن قال أو زعم