2721 -
الوليد بن عقبة بن أبي معيط، واسم
أبي معيط أبان بن أبي عمرو، واسم
أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف [وقد قيل:
إن
ذكوان كان عبدا
لأمية فاستلحقه، والأول أكثر] وأمه
أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أم عثمان بن عفان، فالوليد بن عقبة أخو
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان لأمه. يكنى
أبا وهب. أسلم يوم الفتح هو وأخوه
خالد بن عقبة، وأظنه يومئذ كان قد ناهز الاحتلام.
nindex.php?page=hadith&LINKID=696629قال الوليد: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم، فيمسح على رءوسهم، ويدعو لهم بالبركة، قال: فأتي بي إليه وأنا مضمخ بالخلوق، فلم يمسح على رأسي، ولم [ ص: 1553 ] يمنعه من ذلك إلا أن أمي خلقتني، فلم يمسحني من أجل الخلوق. وهذا الحديث رواه
nindex.php?page=showalam&ids=18375جعفر بن برقان، عن
nindex.php?page=showalam&ids=18296ثابت بن الحجاج، عن
أبي موسى الهمداني، ويقال الهمذاني، كذلك ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على الشك عن
الوليد بن عقبة. وقالوا:
nindex.php?page=showalam&ids=12166وأبو موسى هذا مجهول، والحديث منكر مضطرب لا يصح، ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صبيا يوم الفتح.
ويدل أيضا على فساد ما رواه
أبو موسى المجهول أن
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير وغيره من أهل العلم بالسير والخبر ذكروا أن
الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما
أم كلثوم عن الهجرة، فكانت هجرتها في الهدنة؟ بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل
مكة. وقد ذكرنا الخبر بذلك في باب
أم كلثوم، ومن كان غلاما مخلقا يوم الفتح ليس يجيء منه مثل هذا، وذلك واضح والحمد لله رب العالمين .
ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أن قوله عز وجل :
إن جاءكم فاسق بنبإ نزلت في
الوليد بن عقبة، وذلك أنه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
بني المصطلق مصدقا، فأخبر عنهم أنهم ارتدوا وأبوا من أداء الصدقة، وذلك أنهم خرجوا إليه فهابهم، ولم يعرف ما عندهم، فانصرف عنهم وأخبر بما ذكرنا، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد ، وأمره أن يتثبت فيهم، فأخبروه أنهم متمسكون بالإسلام، ونزلت :
يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ الآية. وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وقتادة مثل ما ذكرنا، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن قاسم، حدثنا
ابن المفسر بمصر، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14231أحمد بن علي، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12408إسحاق الأزرق، عن
سفيان، عن
[ ص: 1554 ] هلال الوزان، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى في قوله عز وجل:
إن جاءكم فاسق بنبإ الآية، قال: نزلت في
الوليد بن عقبة بن أبي معيط. ومن حديث
الحكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال: نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب والوليد ابن عقبة في قصة ذكرها: فمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون. ثم ولاه
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان الكوفة وعزل عنها
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص، فلما قدم
الوليد على
سعد قال له
سعد: والله ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فقال: لا تجزعن
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبا إسحاق فإنما هو الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون. فقال
سعد: أراكم والله ستجعلونها ملكا.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15634جعفر بن سليمان، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين، قال:
لما قدم
الوليد بن عقبة أميرا على
الكوفة أتاه
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود فقال له: ما جاء بك؟ قال: جئت أميرا. فقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: ما أدري أصلحت بعدنا أم فسد الناس.
وله أخبار فيها نكارة وشناعة تقطع على سوء حاله وقبح أفعاله، غفر الله لنا وله، فلقد كان من رجال
قريش ظرفا وحلما وشجاعة وأدبا، وكان من الشعراء المطبوعين، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي nindex.php?page=showalam&ids=16501وأبو عبيدة nindex.php?page=showalam&ids=12861وابن الكلبي وغيرهم يقولون: كان
الوليد بن عقبة فاسقا شريب خمر، وكان شاعرا كريما [تجاوز الله عنا وعنه ] .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر: أخباره في شرب الخمر ومنادمته
أبا زبيد الطائي مشهورة كثيرة، يسمج بنا ذكرها هنا، ونذكر منها طرفا: ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16670عمر بن شبة ، قال:
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17224هارون بن معروف، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16240ضمرة بن ربيعة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16440ابن شوذب، قال: صلى
الوليد [ابن عقبة] بأهل
الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم. فقال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود: ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم
[ ص: 1555 ] .
قال: وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16949محمد بن حميد، قال: حدثنا
جرير، عن
الأجلح، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي في حديث
الوليد بن عقبة حين شهدوا عليه، فقال
الحطيئة: شهد الحطيئة يوم يلقى ربه أن الوليد أحق بالغدر نادى وقد تمت صلاتهم
أأزيدكم سكرا وما يدري فأبوا أبا وهب ولو أذنوا
لقرنت بين الشفع والوتر كفوا عنانك إذ جريت ولو
تركوا عنانك لم تزل تجري
وقال أيضا:
تكلم في الصلاة وزاد فيها علانية وجاهر بالنفاق
ومج الخمر في سنن المصلى ونادى والجميع إلى افتراق
أزيدكم على أن تحمدوني فما لكم وما لي من خلاق
وخبر صلاته بهم وهو سكران، وقوله: أزيدكم - بعد أن صلى الصبح أربعا مشهور من رواية الثقات من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار. قال
مصعب: كان
الوليد بن عقبة من رجال
قريش وشعرائها، وكان له خلق ومروءة، استعمله
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان على
الكوفة إذ عزل عنها
سعدا، فحمدوه وقتا، ثم رفعوا عليه، فعزله عنهم، وولى
nindex.php?page=showalam&ids=74سعيد بن العاص [
الكوفة ] ، وقال بعض شعرائهم:
فررت من الوليد إلى سعيد كأهل الحجر إذ جزعوا فباروا
يلينا من قريش كل عام أمير محدث أو مستشار
لنا نار نخوفها فنخشى وليس لهم ولا يخشون نار
وقد روي فيما ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري أنه تعصب عليه قوم من أهل
الكوفة بغيا وحسدا، وشهدوا عليه زورا أنه تقيأ الخمر، وذكر القصة وفيها: إن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان [ ص: 1556 ] قال له: يا أخي، اصبر، فإن الله يأجرك ويبوء القوم بإثمك. وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار لا يصح عند أهل الحديث، ولا له عند أهل العلم أصل.
والصحيح عندهم في ذلك ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=20125عبد العزيز بن المختار، nindex.php?page=showalam&ids=12514وسعيد بن أبي عروبة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=20384عبد الله الداناج، عن
حصين بن المنذر أبي ساسان، أنه ركب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، فأخبره بقصة
الوليد، وقدم على
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر، وأنه صلى الغداة
بالكوفة أربعا، ثم قال: أزيدكم، فقال أحدهما: رأيته يشربها، وقال الآخر: رأيته يتقيأها. فقال
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان : إنه لم يتقيأها حتى شربها.
وقال
لعلي: أقم عليه الحد، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي لابن أخيه
عبد الله بن جعفر: أقم عليه الحد. فأخذ السوط وجلده،
nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان يعد، حتى بلغ أربعين فقال علي: أمسك، جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين، وجلد
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر أربعين، وجلد
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ثمانين، وكل سنة. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة، عن
عمرو بن دينار، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11958أبي جعفر محمد بن علي، قال:
جلد
nindex.php?page=showalam&ids=8علي الوليد بن عقبة في الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان. قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر: أضاف الجلد إلى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي لأنه أمر به على الوجه الذي تقدم في الخمر.
[قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر :] لم يرو
الوليد بن عقبة سنة يحتاج فيها إليه.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق، عن
nindex.php?page=showalam&ids=18459حارثة بن مضرب، عن
الوليد بن عقبة، قال:
ما كانت نبوة إلا كان بعدها ملك. وسكن
الوليد بن عقبة المدينة، ثم نزل
الكوفة وبنى بها دارا، فلما قتل
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان نزل
البصرة، ثم خرج إلى
الرقة، فنزلها واعتزل
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ومعاوية ، ومات بها،
وبالرقة قبره،
وعقبه في ضيعة له،
[ ص: 1557 ] وكان
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية لا يرضاه، وهو الذي حرضه على قتال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي، فرب حريص محروم، وهو القائل
nindex.php?page=showalam&ids=33لمعاوية يحرضه ويغريه بعلي:
فو الله ما هند بأمك إن مضى النهار ولم يثأر بعثمان ثائر
أيقتل عبد القوم سيد أهله ولم يقتلوه ليت أمك عاقر
وإنا متى نقتلهم لا يقد بهم مقيد وقد دارت عليه الدوائر
وهو القائل أيضا:
ألا يا لليلي لا تغور نجومه إذا غار نجم لاح نجم يراقبه
بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم ولا تنهبوه لا تحل مناهبه
بني هاشم لا تعجلونا فإنه سواء علينا قاتلوه وسالبه
فإنا وإياكم وما كان بيننا كصدع الصفا لا يرأب الصدع شاعبه
بني هاشم كيف التعاقد بيننا وعند علي سيفه وحرائبه
لعمرك لا أنسى ابن أروى وقتله وهل ينسين الماء ما عاش شاربه
هم قتلوه كي يكونوا مكانه كما فعلت يوما بكسرى مرازبه
فأجابه
الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب: فلا تسألونا بالسلاح فإنه أضيع وألقاه لدى الروع صاحبه
وإني لمجتاب إليكم بجحفل يصم السميع جرسه وجلائبه
وشبهته كسرى وما كان مثله شبيها بكسرى هديه وضرائبه