صفحة جزء
3208 - أبو هريرة الدوسي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ودوس هو ابن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث . قال خليفة بن خياط :

أبو هريرة هو عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم [بن غنم ] ابن دوس .

قال أبو عمر : اختلفوا في اسم أبي هريرة ، واسم أبيه اختلافا كثيرا .

لا يحاط به ولا يضبط في الجاهلية والإسلام ، فقال خليفة : ويقال اسم أبي هريرة عبد الله بن عامر . ويقال برير بن عشرقة . ويقال سكين بن دومة . وقال أحمد بن زهير : سمعت أبي يقول : اسم أبي هريرة عبد الله ابن عبد شمس . ويقال : عامر . وقال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : اسم أبي هريرة [عبد الله بن ] عبد شمس . ويقال : عبد نهم بن عامر . ويقال :

عبد غنم . ويقال سكين . وذكر محمد بن يحيى الذهلي ، عن أحمد بن حنبل مثله سواء . وقال عباس . سمعت يحيى بن معين يقول : اسم أبي هريرة [ ص: 1769 ] عبد شمس . وقال أبو نعيم : اسم أبي هريرة عبد شمس . وروى سفيان بن حصين عن الزهري ، عن المحرر بن أبي هريرة ، قال : اسم أبي هريرة عبد عمرو بن عبد غنم . وقال أبو حفص الفلاس : أصح شيء عندنا في اسم أبي هريرة عبد عمرو بن عبد غنم . وقال ابن الجارود : اسم أبي هريرة كردوس وروى الفضل بن موسى السيناني ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة عبد شمس ، من الأزد ، من دوس . وذكر أبو حاتم الرازي ، عن الأوسي ، عن ابن لهيعة ، قال : اسم أبي هريرة كردوس بن عامر .

وذكر البخاري عن ابن [أبي ] الأسود قال : اسم أبي هريرة عبد شمس .

ويقال عبد نهم ، أو عبد عمرو .

قال أبو عمر : محال أن يكون اسمه في الإسلام عبد شمس ، أو عبد عمرو ، أو عبد غنم ، أو عبد نهم ، وهذا إن كان شيء منه فإنما كان في الجاهلية . وأما في الإسلام فاسمه عبد الله أو عبد الرحمن ، والله أعلم ، على أنه اختلف في ذلك [أيضا ] اختلافا كثيرا .

قال الهيثم بن عدي : كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس ، وفي الإسلام عبد الله ، وهو من الأزد من دوس .

وروى يونس بن بكير عن ابن إسحاق ، قال : حدثني بعض أصحابنا عن أبي هريرة ، قال : كان اسمي في الجاهلية عبد شمس فسميت في الإسلام عبد الرحمن ، وإنما كنيت بأبي هريرة ، لأني وجدت هرة فجعلتها في كمي ، فقيل لي : ما هذه؟ قلت : هرة . قيل : فأنت أبو هريرة [ ص: 1770 ] .

وقد روينا عنه أنه قال : كنت أحمل هرة يوما في كمي ، فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : ما هذه؟ فقلت : هرة . فقال :

يا أبا هريرة .
وهذا أشبه عندي أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كناه بذلك ، والله أعلم .

وروى إبراهيم بن سعد ، عن ابن إسحاق ، قال : اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر . وعلى هذه اعتمدت طائفة ألفت في الأسماء والكنى .

وذكر البخاري عن إسماعيل بن [أبي ] أويس ، قال : كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس وفي الإسلام عبد الله .

قال أبو عمر : ويقال أيضا في اسم أبي هريرة عمرو بن عبد العزى [وعمرو ابن عبد غنم ، وعبد الله بن عبد العزى ] ، وعبد الرحمن بن عمرو . ويزيد ابن عبيد الله ، ومثل هذا الاختلاف والاضطراب لا يصح معه شيء يعتمد عليه إلا أن عبد الله أو عبد الرحمن هو الذي سكن إليه القلب [في اسمه ] في الإسلام ، والله أعلم . وكنيته أولى به على ما كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأما في الجاهلية فرواية الفضل بن موسى ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عنه في عبد شمس صحيحة ، ويشهد له ما ذكر ابن إسحاق ، ورواية سفيان بن حصين عن الزهري ، عن المحرر بن أبي هريرة فصالحة ، وقد يمكن أن يكون له في الجاهلية اسمان : عبد شمس وعبد عمرو .

وأما في الإسلام فعبد الله أو عبد الرحمن . وقال أبو أحمد الحاكم : أصح شيء عندنا في اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر ، ذكر ذلك في كتابه [ ص: 1771 ] في الكنى ، وقد غلبت عليه كنيته ، فهو كمن لا اسم له غيرها . وأولى المواضع بذكره الكنى ، وبالله التوفيق .

أسلم أبو هريرة عام خيبر ، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم راضيا بشبع بطنه ، فكانت يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يدور معه حيث دار ، وكان [من ] أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يحضر ما لا يحضر سائر المهاجرين والأنصار ، لاشتغال المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائجهم ، وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه حريص على العلم والحديث ، وقال له :

يا رسول الله ، إني قد سمعت منك حديثا كثيرا وأنا أخشى أن أنسى فقال :

ابسط رداءك . [قال ] فبسطته ، فغرف بيده فيه ، ثم قال : ضمه فضممته ، فما نسيت شيئا بعده .


وقال البخاري : روى عنه أكثر من ثمانمائة [رجل ] من بين صاحب وتابع . وممن روى عنه من الصحابة ابن عباس ، وابن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وأنس [بن مالك ] ، وواثلة بن الأسقع ، [وعائشة ] رضي الله عنهم .

استعمله عمر بن الخطاب على البحرين ثم عزله ، ثم أراده على العمل فأبى عليه ، ولم يزل يسكن المدينة وبها كانت وفاته .

[حدثنا أبو شاكر ، أخبرنا أبو محمد الأصيلي ، أخبرنا أبو علي الصواف ببغداد ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أبي ، قال حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، قال : كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب رسول الله ولم يكن من أفضلهم ] [ ص: 1772 ] .

قال خليفة بن خياط : توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين .

وقال الهيثم بن عدي : توفي أبو هريرة سنة ثمان وخمسين : وقال الواقدي :

توفي سنة تسع وخمسين ، وهو ابن ثمان وسبعين ، وكذلك قال ابن نمير : إنه توفي سنة تسع وخمسين وقال غيره : مات بالعقيق وصلى عليه الوليد بن عقبة بن أبي سفيان ، وكان أميرا يومئذ على المدينة ومروان بن الحكم معزول .

التالي السابق


الخدمات العلمية