صفحة جزء
3297 - حفصة بنت عمر بن الخطاب زوج النبي صلى الله عليه وسلم قد تقدم ذكر نسبها في ذكر أبيها ، وهي أخت عبد الله [بن عمر ] لأبيه وأمه ، وأمهما زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح . كانت حفصة من المهاجرات ، وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت خنيس ابن حذافة بن قيس بن عدي السهمي ، فلما تأيمت ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عليه فلم يرجع [إليه ] أبو بكر كلمة ، فغضب من ذلك عمر ، ثم عرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عثمان :

ما أريد أن أتزوج اليوم . فانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عثمان وأخبره بعرضه حفصة عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة . ثم خطبها إلى عمر فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقي أبو بكر عمر بن الخطاب فقال له :
لا تجد علي في نفسك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذكر حفصة ، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها لتزوجتها . وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أكثرهم في سنة ثلاث من الهجرة .
وقال أبو عبيدة : تزوجها سنة اثنتين من التاريخ [ ص: 1812 ] .

وقال أبو عمر : طلقها تطليقة ثم ارتجعها ، وذلك أن جبرائيل عليه السلام قال : راجع حفصة ، فإنها قوامة صوامة ، وإنها زوجتك في الجنة .

وروى موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر ، قال :

طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر ، فبلغ ذلك عمر ، فحثا على رأسه التراب ، وقال : ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد هذا ، فنزل جبريل الغد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : إن الله يأمرك أن تراجع حفصة بنت عمر رحمة لعمر .

وأوصى عمر بعد موته إلى حفصة ، وأوصت حفصة إلى عبد الله بن عمر بما أوصى به إليها عمر بصدقة تصدقت بها وبمال وقفته بالغابة .

وتوفيت في حين بايع الحسين بن علي عليهما السلام لمعاوية ، وذلك في جمادى [الأولى ] سنة إحدى وأربعين وكذلك قال أبو معشر وقال غيره :

توفيت حفصة سنة خمس وأربعين . وذكر الدولابي ، عن أحمد بن محمد بن أيوب - أن حفصة توفيت سنة سبع وعشرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية